fa

Rachid Show مرحبا بكم معنا على صفحتنا


Powered By Soft-Technologies
Skip To Continue

تابعنا

jeudi 14 juillet 2011

تسع وسائل للحب الدائم

ان من صفات الأزواج والزوجات الحاصلين على درجة عشرة على عشرة أنهما يحافظان على حبهما الزوجي ويحرصان على تنميته وتطويره ليكون متوقدا دائما، لأن هناك كثيرا من الزيجات تفاجأ "بموت الحب" بين الطرفين فتصبح علاقتهما الزوجية علاقة جافة قاتلة، ولولا الأبناء لما استمرا في زواجهما، ولكن هناك صنف آخر يشع الحب من نفسيهما من خلال العبارات والنظرات والإشارات.

ولهذا فإننا ننصح كل من أراد حبا دائما أن يتبع التعليمات التالية:


1- رددا معا: عسى الله أن يجمعنا في الدنيا والآخرة: إن مثل هذه العبارة وغيرها تزيد من بنيان العلاقة الزوجية وتقوي الحب بين الزوجين حتى يدوم ولا يموت ومن أمثلتها (لو عادت الأيام لما قبلت بزوج غيرك).

2- الإكثار من تصرفات التودد والمحبة: وهي تصرفات صغيرة وبسيطة ولكنها ذات قيمة كبيرة وثمن غال ومنها أن يضع أحد الزوجين اللحاف على الآخران رآه نائما من غير لحاف، أو أن يناوله المسند إذا أراد الجلوس أو أن يضع اللقمة في فيه، أو أن يربت على كتفه عند رؤيته لفعل حسن، أو أن يحضر الشاي ويقطع الكيكة ويقدمها له، وكل هذه التصرفات إذا صدرت عن الزوجة لزوجها أو عن الزوج لزوجته فإنها تؤكد معاني الحب بين فترة وأخرى.

3- إيجاد وقت للحوار بين الزوجين بين فترة وأخرى: فلا يشغلهما شاغل ويشاهد كل واحد بريق عيون الثاني ويلمس دفء يديه ويتحدثان عن ماضيهما وحاضرهما ومستقبلهما فيكونان صديقين أكثر من كونهما زوجين، فكلمة من هنا وقصة من هناك، وضحكة من هنا ولمسة من هناك، تجدد الحب بينهما وتعطيه عمرا أطول.

4- التعبير عن رغبة كل واحد منهما للآخر: في الذهاب إلى غرفة النوم وتناول الأحاديث الخاصة في هذا الموقع وللتقارب الجسدي أثره النفسي على الزوجين، كما أن أثراً كبيرا على زيادة الحب بينهما، يحدثني احد الأصدقاء فيقول إن من عاداتنا في قريتنا انه من العيب أن تنام الزوجة مع زوجها وإنما يقضي حاجته منها في غرفته الخاصة، ونحن نقول لهما استدراكا للوقت حتى لا يموت الحب بينكما.

5- تأمين المساندة العاطفية عند الحاجة إليها: مثلا إذا كانت الزوجة حاملا فان زوجها يقف بجانبها ويعيش معها آلامها ومشاعرها أو إذا كان الزوج مريضا فتسانده الزوجة بعاطفتها وهكذا فان الدنيا كثيرة التقلب تحتاج من كل طرف أن يقف مع الآخر ويسانده عاطفيا حتى يدوم الحب.

6- التعبير المادي بين حين وآخر: فيهدي الزوج زوجته هدية سواء أكانت في مناسبة أومن غير مناسبة، ودائما للمفاجآت أثر كبير لأنها غير متوقعة، وكذلك تهدي الزوجة زوجها، فان الهدايا تطبع في الذاكرة معنى جميلا وخصوصا إذا كانت مشاهدة دائما، كساعة أو خاتم أو قلم يكثر استخدامه، فانه يذكر بالحب الذي بينهما ويعطر أيام الزواج ولياليه، وهنا نشير إلى أن الهدية يكون لها أثر أكبر إذا كانت توافق اهتمام الطرف الآخر، فالنساء بطبيعتهن عاطفيات يملن للهدايا التي تدغدغ مشاعرهن وأما الرجال فعقلانيون ويميلون للهدايا المادية كثيرا.

7- الإكثار من الدعاء بعد كل صلاة وفي أوقات الإجابة: كالثلث الأخير من الليل، أو بعد الانتهاء من الوضوء أو بين الأذانين أو يوم عرفة أو أثناء السفر بأن يديم لله تعالى الحب بين الزوجين ولا يميته فيكون حيا دائما وما ذلك على لله بعزيز، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حبه لخديجة رضي الله عنها، قال: إنني رزقت حبها، فكأن الحب رزق ينزل من السماء ويقسم بين العباد فيطلب بالدعاء وبالكسب والسعي للحصول عليه.

8- أن يتعامل كل واحد منهما مع الآخر بروح التسامح وحسن العشرة والتغافل عن السلبيات: والتركيز على الايجابيات وان يتعاملا فيما بينهما كما يحبان لا كما يريدان إن ذلك يعزز الحب بينهما ويجعله دائما.

9- أن يعلما أبناءهما كيف يحترمان والديهما: بالتقبيل والمساعدة والتضحية والتقدير، فعندما يقف الزوج مع أبنائه وقفة تقدير لأمهم فأنها تشعر بالفرح والسرور، ولا تنسى تلك المواقف فيتجدد حبهما من جديد وكذلك الزوجة مع أبنائها تجاه أبيهم.
فليجرب الزوجات هذه الوسائل التسع للحفاظ على الحب والدعاء باستمراره بإذن الله تعالى فيجتمعان في الدنيا ويلتقيان في الجنة بإذن الله.

عشر وسائل لتنمية الحب بين الزوجين

إن من أراد زيادة رأس ماله في حسابه بالبنك ، يبحث عن وسائل لتنمية المال وزيادته ، وكذلك من أراد تنمية المودة والمحبة مع زوجته ؛ فعليه البحث عن وسائل مناسبة لزيادة درجة المحبة والوفاء بينهما

وسنذكر بعض هذه الوسائل :

1. تبادل الهدايا حتى وإن كانت رمزية ، فوردة توضع على مخدة الفراش قبل النوم ، لها سحرها العجيب ، وبطاقة صغيرة ملونة كتب عليها كلمة جميلة لها أثرها الفعال ، والرجل حين يدفع ثمن الهدية ، فإنه يسترد هذا الثمن إشراقًا في وجه زوجته ، وابتسامة حلوة على شفتيها ، وكلمة ثناء على حسن اختيارها ، ورقة وبهجة تشيع في أرجاء البيت ، وعلى الزوجة أن تحرص على إهداء زوجها أيضًا .

2. تخصيص وقت للجلوس معًا والإنصات بتلهف واهتمام للمتكلم ، وقد تعجَّب بعض الشرّاح لحديث أم زرع من إنصات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة الطويل وهي تروي القصة .

3. النظرات التي تنم عن الحب والإعجاب ، فالمشاعر بين الزوجين لا يتم تبادلها عن طريق أداء الواجبات الرسمية ، أو حتى عن طريق تبادل كلمات المودة فقط ، بل كثير منها يتم عبر إشارات غير لفظية من خلال تعبيرة الوجه ، ونبرة الصوت ، ونظرات العيون ، فكل هذه من وسائل الإشباع العاطفي والنفسي ، فهل يتعلّم الزوجان فن لغة العيون ؟ وفن لغة نبرات الصوت وفن تعبيرات الوجه ، فكم للغة العيون مثلاً من سحر على القلوب ؟ .

4. التحية الحارة والوداع عند الدخول والخروج ، وعند السفر والقدوم ، وعبر الهاتف .

5. الثناء على الزوجة ، وإشعارها بالغيرة المعتدلة عليها ، وعدم مقارنتها بغيرها .

6. الاشتراك معًا في عمل بعض الأشياء الخفيفة كالتخطيط للمستقبل ، أو ترتيب المكتبة ، أو المساعدة في طبخة معينة سريعة ، أو الترتيب لشيء يخص الأولاد ، أو كتابة طلبات المنزل ، وغيرها من الأعمال الخفيفة ، والتي تكون سببًا للملاطفة والمضاحكة وبناء المودة .

7. الكلمة الطيبة ، والتعبير العاطفي بالكملات الدافئة والرقيقة كإعلان الحب للزوجة مثلاً ، وإشعارها بأنها نعمة من نعم الله عليه .

8. الجلسات الهادئة ، وجعل وقت للحوار والحديث ، يتخلله بعض المرح والضحك ، بعيدًا عن المشاكل ، وعن الأولاد وعن صراخهم وشجارهم ، وهذا له أثر كبير في الأُلفة والمحبة بين الزوجين .

9. التوازن في الإقبال والتمنع ، وهذه وسيلة مهمة ، فلا يُقبل على الآخر بدرجة مفرطة ، ولا يتمنع وينصرف عن صاحبه كليًا ، وقد نُهِيَ عن الميل الشديد في المودة ، وكثرة الإفراط في المحبة ، ويحتاج التمنع إلى فطنة وذكاء فلا إفراط ولا تفريط ، وفي الإفراط في الأمرين إعدام للشوق والمحبة ، وقد ينشأ عن هذا الكثير من المشاكل في الحياة الزوجية .

10. التفاعل من الطرفين في وقت الأزمات بالذات ، كأن تمرض الزوجة ، أو تحمل فتحتاج إلى عناية حسية ومعنوية ، أو يتضايق الزوج لسبب ما ، فيحتاج إلى عطف معنوي ، وإلى من يقف بجانبه ، فالتألم لألم الآخر له أكبر الأثر في بناء المودة بين الزوجين ، وجعلهما أكثر قربًا ومحبة أحدهما للآخر .
 

طرق كسب السعادة الزوجية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

أخي الزوج .. أختي الزوجة :-

1- تذكر أن الغياب القصير عن الزوجة قد يقوي الرابطة الزوجية ، لكن الغياب الطويل قد يكون معول هدم لها .

2- عليك أن تفهم طبيعة المرأة حتى يمكنك فهم ووعي التعامل الصحيح معها من غير تطرف ولا شطط .

3- لا تدع أي خلاف بينكما يستمر إلى اليوم التالي .

4- تجنب الحديث عن التجارب السابقة أو عن الماضي المرتبط بامرأة أخرى ، سواء كانت خطيبة أو زوجة سابقة .

5- ابتعد عن المثالية ، وعش حياتك بطريقة طبيعية ، ولا تتوقع المعجزات .

6- أعرب لزوجتك عن حبك كلما سنحت لك الفرصة .

7- حارب في نفسك الاستسلام للهم والقلق ، وكن دائماً بشوش طلق الوجه متفائلاً .

8- إياك والنقد اللاذع ، أو المستمر مع كل صغيرة وكبيرة .

9- حاول دائماً حصر النزاع في دائرة ضيقة ، ولا تجعلها تتسع ، وسيطر أنت على المشكلة قبل أن تفلت من يدك .

10- الغيرة والشك والشبهات أعداء ، فتعامل مع الوقائع ولا تتعامل مع الظنون والأوهام .

11- اغرس في شريك حياتك الثقة في نفسه وفيك ، وثق أنت فيه ، وابعث فيه الرضى عن النفس .

12- لا يكفي أن تتزوج شخصاً مناسباً حتى تكون سعيداً في زواجك ، ولكن يجب أن تكون أنت أيضاً الشخص المناسب .

13- النظافة عنوان الإيمان ودليل الحب .

14- تنازل بعض الشيء عن أشياء تعتبرها جزء من شخصيتك ، حتى يتسنى لك التمتع بما تحب من صفات شريكك في الحياة .

15- اهتم بشريك حياتك كما تهتم بنفسك ، وأحب له ما تحب لنفسك .

16- الأخذ والعطاء .. تعود كل منهما على التفاهم ، ولا تكن أنانياً تريد أن تأخذ أكثر مما تعطي ، أو تأخذ كل شيء ولا تعطي شيئاً .

17- الرجل يريد من المرأة أن تكون زوجة مثالية تحسن التصرف في كل شيء ، وتمده بالحب والرعاية والحنان ، والمرأة تريد من زوجها أن يكون الشخصية القوية التي يمكن الاعتماد عليها ، والذي يقدر على سد احتياجاتها ، وأن توقن بأنها آخر امرأة في حياته .

18- لا تسارع باتهام شريكك في الحياة عند كل مصيبة ، بل لننظر إلى الموضوع نظرة منصفة ولا تسبق الأحداث .

19- عش يومك ولا تفكر بهموم الغد الذي لم يحن بعد ، وتصرف في حدود إمكانياتك .

20- عليك أن تفهم قدسية الرابطة الزوجية وأنها ميثاق غليظ ، ففكر ألف مرة قبل أن تتخذ خطوة بعدها لا ينفع الندم .

21- لا تعتمد على الحب فقط ، وإن كان الحب مهماً وضرورياً في الحياة الزوجية .

22- اعط القدوة من نفسك لشريكك في الحياة ، ودع أفعالك تتحدث وتنبئ عن شخصيتك .

23- لا تدع الفرصة لأقاربك وجيرانك في التدخل بينكما ، واحرص علىحل مشاكلكم بنفسك قدر الاستطاعة .

24- لا تعجل بتصحيح ما تراه خطأ من شريكك في الحياة ، فهناك عادات لن تتغير إلا بعد زمن بعيد ، ولا تضخم الصغائر .

25- لابد من تقبل تبعات الزواج ومسؤولياته بنفس راضية وقلب مطمئن .

26- تجنب قدر المستطاع أسباب الخلاف بينكما ، وابتعد عن إحراج شريكك في الحياة .

27- اعمل مع زوجك على القيام بأعمال مشتركة ، فسوف تمثل لكما ذكريات سعيدة فيما بعد ، وتقرب أكثر بينكما .

28- أتح لزوجك الفرصة بكل حرية للتعبير عن نفسه والعمل على تنمية مواهبه ، ولا تسخر من قدراته .

29- الحقوق المالية لابد أن تحترم ، ولا يتم التساهل فيها ، فهي من أكبر أسباب الخلاف .

30- لا تشرك زوجك في أحزانك ، وحاول جاهداً أن تتغلب عليها وحدك ، ولكن لا تنساه في أفراحك .

31- احذري أيتها الزوجة صديقاتك اللاتي يتدخلن في حياتك الخاصة ، وهن يلبسن ثوب النصح والإرشاد .

32- أشعري زوجك أيتها الزوجة بأنه الشخص المثالي الذي كنت تودين الارتباط به ، وأنك فخورة به وبشخصيته .

33- تذكر حسنات زوجك عند نشوب أي خلاف بينكما ، ولا تجعل مساوئه تسيطر على عقلك فتنسيك حسناته ومزاياه .

34- اسأل نفسك هذه الأسئلة ، حتى تدرك مزايا شريكك في الحياة وتتغلب على مشاكلك بنجاح :-

- ما الذي يعجب كل منكما في الآخر ؟!
- ما الخبرات السعيدة التي مرت بكما ؟!
- ما النشاط المشترك السار الذي تستمتعان به حقاً ؟!
- ماذا يفعل كل منكما ليظهر اهتمامه بالطرف الآخر ؟!
- ماذا تنتظر من شريكك لتشعر أنه يحبك ويقدرك ؟!
- ما أحلامكما المشتركة للمستقبل ؟!

35- في الخلافات الزوجية احذري أيتها الزوجة استخدام الألفاظ الجارحة حتى لا تخسري زوجك .

36- تهادوا .. تحابوا .. ليكن ذلك شعار الحياة الزوجية عند كل مناسبة سارة وسعيدة .

37- الزوجة الذكية هي التي تختار الوقت المناسب لطلباتها وطلبات الأولاد وتختار الوقت المناسب أيضاً لإبداء ما تريد من ملاحظات على سلوك الزوج ، أحياناً يكون الوقت المناسب الذي تختارينه ليس هو الوقت المناسب حقاً .. فكري مرة وأخرى .

38- كرامتي .. كبريائي .. كلمات للشيطان ينفث بها في قلب الزوجين عند نشوب الخلاف ويحاول بهما جاهداً أن يبرر لكل منهما الخطأ والبعد عن التصالح .. فهل يصح هذا بين الزوجين ؟!!

39- لا تلغي وجود زوجك .. ولا تلغي وجود زوجتك .. فالشورى مهمة في الحياة الزوجية ، ولابد أن يشعر كل واحد بأنه مشارك في الحياة الزوجية وأنه غير مهمل .

40- لا تهرب .. ولا تهربي من المنزل عند نشوب المشكلات ، فالهروب ليس وسيلة للعلاج ، ولامانع من الهدوء قليلاً ثم العودة لحل الخلافات .

41- لا تضايقي زوجك بكثرة أسئلتك فيما لا يخصك ، أو تحاولي التطلع على أسرار لا يريد كشفها لك ، عندئذ سيترك الزوج المنزل ويمضي إلى مكان آخر يستريح فيه .

42- لا تبتعدي عن زوجك وتجعلي لنفسك قوقعة تجلسي فيها وحدك ، ولكن شاركيه بقدر الحاجة .

43- إذا كنت امرأة عاملة فتذكري أن بيتك هو مسؤوليتك الأولى ، فحاولي التكيف مع ظروف العمل وواجبات البيت .

44- لا تتجهمي إذا حضر أهل زوجك إلى البيت ، ولكن كوني مثال للترحاب وحسن الضيافة والكرم ، واعلمي أن زوجك يشعر بك عندها ويتعرف على انطباعاتك .

45- أكرمي حماتك وناديها بأحب الأسماء إليها حسب عادة العائلة ، ولا تحاولي الاختلاف معها ، واذكري ابنها بالخير أمامها .

46- الجار ثم الجار .. فقد وصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالإحسان إليه وعونه على الطاعة ومشاركته في الأفراح والأتراح ، مما وصى به ديننا الحنيف .

47- الاختلاف الدائم في الرأي يؤدي غالباً إلى اختلاف القلوب ، فوافقي زوجك أحياناً حتى وإن كنت غير مقتنعة . واعلمي أن الطاعة في غير معصية الله ، وأنها في المعروف .

48- الهدوء الذي يحتاج إليه الزوج في البيت يمكن أن تحصلي عليه عن طريق شغل الأولاد في نوع من الألعاب الذي يحتاج إلى شحذ الذهن ، مثل ألعاب الفك والتركيب .. وغيرها .

49- أبناؤك نعمة كبرى ، فلا تجعليهم نقمة بإهمالك لهم وسوء تربيتهم ، والانشغال عنهم بأي شيء .

50- اقرئي عن مراحل نمو الطفل ، وكيف يمكن التعامل معه حتى تحسني تعامله وتتجنبي ما يمكن أن يؤثر على صحته النفسية ، ويقيه من الصراعات النفسية فيما بعد .

51- كوني عوناً لزوجك على الطاعة ، واطلبي الآخرة كما تطلبي الدنيا .

52- الإسراف مفسد للحياة الزوجية ، مضيع لنعمة الله تعالى ، والله لايحب المسرفين ، فعليك بالقصد لا تشعرين أبدأ بالحاجة .

53- سعادتك الزوجية لا تعني خلو الحياة الزوجية من المشاكل ، وإنما تعني قدرتك على حل تلك المشاكل وحصرها ، وألا تؤثر في العلاقة بينك وبين زوجك .

54- احذري الاختلاف مع الزوج أمام الأولاد ، أو علو الصوت أمامهم ، فهم يتعلمون أولاً بالقدوة والتقليد قبل أي شيء آخر ؛ لأن هذه المشكلات ستحضر في ذهن الطفل وتؤثر عليه فيما بعد .

55- لا تسمح لأحد بالتدخل في حياتك ، ولا تكن أنت سبباً في ذلك فلا تحكي أسرار بيتك لصديق أو قريب .
وإلى هنا نصل إلى نهاية هذه الطرق وهذه الأساليب .. لا يعني أنها قد حصرت في هذه النقاط ، بل هناك الكثير والكثير من هذه الطرق والأساليب .

وأرى أنه لزاماً علي أن أبين أن المنهج الذي سرت عليه في طرح هذه الأساليب .. أو ما سبق طرحه من سلسلة حلقات أزواج وزوجات في قفص الاتهام : هو المنهج الوسط بين علماء النفس الذي تحدثوا عن الزواج والمشكلات الزوجية والصراع الزوجي وعرّفوا ذلك بأنه : ( مشكلة أو أزمة ) ، وبين الذين نسجوا الخيالات وصوّروا الحياة الزوجية على أنها جنة خضراء لا مشاكل فيها ولا خلاف .. وأن الزوج عبارة عن فارس يمتطي جواداً أبيض .. الخ .. فكان لابد من فهم المشكلات والخلافات وعرضها على ميزان الشرع مع تأصيل للمفاهيم ، ورد الأمور إلى أحكام الشريعة حين يحدث شطط أو غلو
 

طريق السعادة يبدأ بالرضا

 
طريق السعادة يبدأ بالرضا ..كتاب يقدم أفكارًا عملية للحصول على السعادة- الرغبة.. العقل.. تحمل المسئولية.. النبع الداخلي.. أعمدة السعادة الأربعة- برنامج يومي لإسعاد النفس يبدأ بالصلاة، وينتهي بالعفو عن الآخرين- الناجحون السعداء.. في الدنيا والآخرة هم المؤمنون الفطنون.. فكيف تكون منهم؟

السعادة.. والشقاء لفظان على طرفي نقيض، والذين عرفوا الشقاء هم أكثر من يقدرون لحظة السعادة، تلك التي لا تحصل إلا بجهد، ولا ينالها إلا من أرادها وسعي إليها.. واجتهد في الحفاظ عليها.. إذ لا يحرص المرء غالبا إلا على ما بذل فيه جهدًا، أما الذي يأتيه بسهولة فمن الممكن أن يفرط فيه بسهولة أيضا، وحين أخبر النبي صلىالله عليه وسلم بأن المرء يقدرله في الأزل أشقي هو أم سعيد، لم يعن ألا نأخذ بأسباب نيل السعادة، فنحن لا نعرف ما قدر لنا..وأعلى درجات تلك السعادة أن يستشعر الإنسان الرضا في الدنيا، وينال الجنة في الآخرة، مصداقا لقوله تعالى: {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا}.
كيف نحقق السعادة؟سؤال يصلح لأن يكون هدفًا لحياة كل منا، على أن يحيطه بسياج من المشروعية والضبط العقائدي بحيث لا يكون الإحساس بالسعادة مرادفاً لمتعة تتعارض مع ثوابت الدين، أو للذة لحظة يدفع المرء من عقيدته مقابلاً لها.

أصناف الناس

هذا السؤال.. حاول الإجابة عنه د. صلاح صالح الراشد - رئيس مركز الراشد للتنمية الاجتماعية والنفسية بالكويت، والحاصل على ماجستير في الدراسات الإسلامية، ودكتوراه في علم النفس - في كتيبه: "100 فكرة للحصول على السعادة الحقيقية.. منهج حياتي مختصر لمن أراد العيش بسعادة ونجاح" الكتاب ليس مكونا من فصول، وإنما من مجموعة أفكار.. لكل فكرة عنوان.. وبكل صفحة فكرة، وفي مقدمة الكتاب يشرح المؤلف للقارئ كيفية يحقيق أقصى استفادة منه، وذلك بالتهيؤ لاستقبال الأفكار الجديدة فيه، ومناقشة من يثق فيهم في أفكاره، والقراءة بتمهل وإمعان وتطبيق الأفكار العملية في الكتاب، والتركيز في التطبيق على الأفكار التي يشعر القارئ بأنها أقرب إلي عقله، وقبل كل ذلك ينصح المؤلف قراءه بصلاة ركعتين لله، والدعاء بأن يوفقهم في تطبيق ما في هذا الكتاب من أفكار مفيدة.

يعرف المؤلف السعادة بأنها: شعور بالرضا داخل النفس، ولا يشترط أن تقترن بالنجاح، ولكن حبذا لو كان الناجح سعيد ا أو السعيد ناجح ا.. والسعادة والنجاح مع ا يجب أن يكونا هدف كل منا.

ويصنف د. الراشد الناس إلى:

1 - سعيد في الدنيا والآخرة.. فذلك المؤمن الفطن، وهو خير الناس.
2 - سعيد في الآخرة غير سعيد في الدنيا، وهو مؤمن غير فطن.
3 - سعيد في الدنيا.. غير سعيد في الآخرة.. وهو غير المؤمن.. الفطن.
4 - غير سعيد في الدنيا ولا الآخرة.. أي غير مؤمن وغير فطن، وذلك هو الخسران المبين.
والذي لا يحاول أن يحقق السعادة لابد أن يعرف ماذا سيخسر؟.. ستصيبه المشاعر السلبية، والأمراض الجسدية والنفسية، ويغرق في المشاكل الأسرية، ويورث لأسرته التعاسة، ويشارك في صنع مجتمع مضطرب وغير منتج.

ويحدد المؤلف للسعادة شروطا أربعة:

- أن تنبع من رغبة أكيدة في تحقيقها، فالذي يريد السعادة سيحققها - إن شاء الله - بل سيمنحها للآخرين، فقمة السعادة أن يكون الإنسان قدوة لغيره مني البشر، وأن يكون عطاؤه للآخرين متصلاً ، ولو كان قليلاً ، وخير عطاء هو نشر السعادة أينما حل.
- أن يتعلم الإنسان السعادة وطرقها ومهارات اكتسابها.
- ألا يسقط الإنسان إحساسه بالتعاسة على الآخرين، بل يحدد مسئوليته عن هذا الإحساس.
- أن يكون الداخل منبعاً للسعادة، فغير السعيد داخليا لن تسعده أية مظاهر خارجية.
- ومن استقراء أفكار الكتاب يمكن أن نتلمس إلى السعادة سبع خطوات هي:

الخطوة الأولى

على طريق السعادة أن يسأل الإنسان نفسه.. ما السعادة؟ 10 أو 20 مرة، ويكتب تعريفاته وقناعاته، ثم يستعرض الإجابات حتى يعرف سبب سعادته أو تعاسته، ويكتشف موضع الخلل، وليجرب كل منا أن يقلب أفكاره السلبية عن السعادة إلي إيجابية، فإذا كان يري أن السعادة صعبة فليحولها إلى "هي ليست سهلة، ولكنها شعور أنا مصدره، وإذا اعتقد أن السعادة لمن يملك مالا، فليحول اعتقاده إلى.." السعادة مصدرها الداخل.. وهكذا.

الخطوة الثانية

استشعار المتعة في السعادة، وذلك بتسجيل آثار عدم السعادة في ورقة وآثار السعادة في أخرى، والمقارنة بين الورقتين، فهذا يقوي الرغبة في السعادة.

الخطوة الثالثة

اقنع نفسك بالقدرة على إسعادها، وقل لنفسك: "لقد نجحت في التغلب على غضبي.. وسأنجح في الحصول على السعادة إن شاء الله".

الخطوة الرابعة

تحل بصفات السعيد، ومنها: "الاستفادة من الماضي.. والتحمس للحاضر.. والتشوق للمستقبل".
- مواجهة الأحداث على أنها تحمل رسالة، والنظر إلى المشاكل على أنها فرص للتغيير.
- حسن التعامل مع النفس والآخرين.
- الإيجابية والتطور وحب التعلم.
- عدم استنكار القليل من مشاعر القلق والشك والاضطراب ما دامت القاعدة هي التوازن واليقين.

الخطوة الخامسة

حقق محاور السعادة، فللحياة أربعة جوانب: الروحاني والاجتماعي والنفسي والجسدي. والسعيد هو من يعطي لكل جانب حقه بتوازن، وإن لم يكن يفعل ذلك، فليحلل وضعه، ويكمل نفسه، تطبيقا للقاعدة النبوية "أعط كل ذي حق حقه".
ارتق روحانيا

الخطوة السادسة


أحسن الظن.. واجتذب السعادة، فالإنسان حين يتشبث بفكرة صائبة مبشرة ... يحققها ويؤيد ذلك قول الله - سبحانه وتعالي - في حديث قدسي على لسان نبيه (صلى الله عليه وسلم): "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء".
وقد قال ابن القيم الجوزية: "إن الله لا يضيع عمل عامل ولا يخيب أمل آمل".
ومن باب اجتذاب السعادة.. مصاحبة السعداء، وطرد الأفكار التعيسة.. واختيار اللفظ الحسن.
الخطوة السابعة: فكر فيما تريد.. لا ما لا تريد.. فبدلا من أن تقول: أنا لا أريد القلق والتوتر، قل: أنا أريد الطمأنينة.. اجعل أهدافك وأفكارك إيجابية.

هذه الخطوات السبع.. تسير بالتوازي مع تطبيقات عملية يومية للحصول على السعادة.. يستعرضها المؤلف في:
- الالتزام بالصلوات الخمس يومياً حفاظاً على الحبل المتين الذي يربطنا بالله.
- الدعاء.. وبإلحاح، وأيضا بيقين.. وبصدق توجه لله.. ويحسن طلبها للنفس والغير وبتحر لأوقات الإجابة، وأيضا بإتيان العمل الصالح الذي ييسر إجابة الدعاء.
- الحفاظ على الورد القرآني، ولو كان ربع حزب يوميًا مع تعلم التجويد.
- تحصين النفس ضد الوساوس يوميا بقراءة المعوذتين والإخلاص ثلاث مرات صباحا ومساء، والدعاء بـ "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات أيضا مع عدم المبالغة في التحصين حتى لا تتعزز الوساوس.
- رفع مستوى الوعي الروحاني بحضور مجالس العلم، وسماع الأشرطة، وقراءة كتب الرقائق.
- الاسترخاء ولو لدقائق يوميا، وممارسة التأمل والتفكر في خلق الله.
- بر الوالدين حيين، والدعاء لهما ميتين.
- صلة الأرحام، كفريضة إسلامية.
- مصاحبة من يتحلون بالإيجابية والسعادة.
- تخصيص يوم للعائلة.. يعطي فيه المرء لأهله حقهم عليه، وليكن هذا اليوم محددا سلفا لا يخضع للظروف.
- الانخراط في نشاط اجتماعي تطوعي، بنية خالصة تورث الكثير من الحسنات.
- الحفاظ على صحة الجسد من خلال "طعام صحي، ماء نقي، رياضة يومية، تنفس هواء نقي، الاهتمام بالفحص الطبي الدوري".
معوقات السعادة
ثم يرصد المؤلف معوقات السعادة التي يجب أن يتغلب عليها المرء فينصح بـ:
- التغلب على القلق.. بالصبر، وتأجيل ردود الفعل السلبية، وتفسير الأحداث تفسيرا إيجابيا، وحسن التوكل على الله.
- مواجهة المخاوف.. بتحليلها لمعرفة حجمها الحقيقي، واستشعار محبة الله.
- التفاؤل.. فكل سعيد متفائل، وهذا من الإيمان، ويمكن اكتسابه بالتعلم والمران.

واقعية وموازنة

- مقاومة اليأس.. بالتصبر والرضا والتحكم في ردود الأفعال.
- الإيجابية.. بالعمل والحركة، وعدم تعجل النتائج.
- العزلة.. والخلطة بتوازن، فلا مخالطة الناس باستمرار وبذلة وتضييع للحقوق مطلوب، ولا الانشغال بالنفس، والترفع عن الخلطة مطلوب أيضا.
- تحليل الأمور بواقعية.. والطموح إلى تغيير السيء ببعض الخيال.
- الموازنة بين العلم والعمل، فالانقطاع للأول مضر.. والمبالغة في الثاني من دون زاد من العلم معيق للسعادة.
- الثقة بالنفس دون غرور.
- التسامح والتغافر.. فقد روي عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "يدخل عليكم رجل من أهل الجنة الآن فدخل رجل لم ير فيه الصحابة تميزا فلحقه عبد الله بن عمرو (رضي الله عنه) فمكث عنده ثلاثة أيام فلم ير منه شيئا مميزا، فقال له ما سمعه من النبي (صلى الله عليه وسلم) وسأله عن أفضل عمل يرجوه فقال الرجل: إنه لا يجد عملاً غير أنه إذا ذهب إلى فراشة قال: اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني، اللهم إني قد عفوت عنه اللهم فاعف عنه.

الحب وحديث القلوب

الحب: هو ذلك الرباط السحري الذي تتماسك به الأكوان... إنه روضة الحياة وأريجها الفوَّاح، وعطرها الذي تنتشي منه الأرواح، والحب كلمة واسعة المدلول.. ولكني أعني بها الحب بين الفتاة والفتى، بين الرجل والمرأة... والحب بهذا المعنى هو من العواطف الإنسانية التي لم يصادرها الإسلام، ولم يعمل على قمعها داخل النفوس لتولد الكبت، بل هو فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها.. وإلى هذه العاطفة السامية يشير رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "حُبب إليَّ من الدنيا النساء والطيب، وجُعلت قرة عيني في الصلاة" رواه أحمد والنسائي. والحب يتجاوز الرغبة والشهوة للاتصال الجنسي؛ لأنه وسيلة النجاة من الوحدة، وللحب مثله العليا الخاصة به، ومعاييره الخلقية الكامنة فيه، فالحب والميل إلى الآخر عواطف ورغبات، وضعت في الفطرة البشرية دون إرادة للبشر فيها، ونجد هذا المعنى بارزاً في حديث النبي عن العدل بين نسائه، حيث يقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" رواه أبو داود والترمذي.
فالذي يملكه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو العدل بين نسائه في النفقة والمبيت وسائر الحقوق المادية... والذي لا يملكه هو الميل القلبي.

والحب المثالي بين الرجل والمرأة (الراشدَيْن) عند العرب كان هو ذلك الحب المنزه عن احتياجات الجسد والمتسامي على دوافع الغريزة، فالمرء يُولد على الفطرة.. ثم تهديه تعاليم الدين والأخلاق والأعراف والتقاليد الاجتماعية.
ويقول محمد قطب: ... عواطف الحب والإعجاب ليست حراماً في نظر الإسلام، وما يصاحبها من أعمال وأفكار وسلوك، إذا كانت تهدف إلى تحقيق هدف الحياة وارتباط نصفي الإنسانية في علاقة نظيفة مثمرة، فهي الحب الإيماني لشركاء العقيدة والمجتمع.

وللحب أسماء كثيرة، منها


* الصِّبا: من الشوق: يقال تصَابا وصبا وأصل الكلمة في الميل والصبا في الصِّحَاح: رقة الشوق وحرارته.
* الشغَف: يقال شغفه الحب أي أحرق قلبه.
* الوجد: فهو الحب الذي يتبعه الحزن.
* التـيم: هو التعبد ولا يصلح إلا لله: قال في الصحاح تَيْم الله: أي عبد الله، وأصله من قولهم: تيمه الحب أي عبده وذللـه.
* العشق: هو من فرط الحب، وسمِّي العشق الذي يكون من الإنسان بسبب التصاقه بالقلب، وقال ابن الأعرابي: العَشَقةُ اللبلابة تخضَرّ وتصغر وتعلق بالذي يليها من الأشجار فاشتق من ذلك العاشق.
وقال قيس بن المُلَوَّح في وصف العشق:
العشق أعظـــــم ما بالمجانيــــنِ
قالــــت جُنِنت بمن تهوى فقلت لهـــا
وإنما يُصــــرع المجنونُ في الحيــنِ
العشـــــق لا يستفيق الدهرَ صاحبُه
وقيل: العشق أوله عناء، وأوسطه سقم، وآخره قتل.

المراهقون والحب

ومرحلة المراهقة التي يمر بها كل فتى وفتاة في مرحلة التهاب المشاعر وثورة العواطف... فترة الأحلام الوردية، والخيال المجنح، والنظرة الحالمة، وما إن تتفتح عيون الشباب وأسماعهم في هذه المرحلة على أغاني ومسلسلات وقصص الحب... حتى يظل الفتى شارد الفكر، مسلوب القلب، يريد أن يجرب... ويبدأ في تسجيل الأغاني وحفظها. ويشتري كتباً رخيصة، ومن هنا تبدأ حكايات الحب وتظهر أعراضها على المتيم من سهر، وأرق، وأحلام يقظة، وانصراف عن الاستذكار والتحصيل. وتبدأ الكلمات واللقاءات؛ ومن هنا قد يبدأ الانحراف، ولا يجني الفتى أو الفتاة من ورائه إلا تشتيت الذهن، وتبديد الطاقة والسهر والدموع والانصراف عن الدراسة وتحطيم المستقبل على صخرة العاطفة، إذا انقاد الفتى أو الفتاة لهذه العاطفة بدون وعي أو تفكير. ولقد أعجبني هذا الشاب الشاعر القوي العزيمة الذي لم يجعل لهذه الأفكار سلطاناً على قلبه وعقله، فتشغله عن الوصول إلى قمة المجد فيقول:
سلامٌ على مـــن تيمتني بظُرْفِهـــا
ولمعــة خديها ولمحــة طَرْفهــــا
سَـبَتنْي وأحْبَتْنِي فتــاة مليحــــة
تحيــرت الأوهــــام في كنه وصفها
فقلــت ذريني واعذرينـــي فإننـي
شُغفتُ بتحصيـــل العلـــوم وكشفها

وللعشق أنواع

يقسم ابن القيم الجوزية - رحمه الله - العشق ثلاثة أقسام، فيقول: وعشق قربة وطاعة؛ وهو عشق الرجل لامرأته... وهو عشق نافع وأدعى إلى المقاصد التي شرع الله لها النكاح، وأكف للبصر، والقلب عن التطلع إلى غير أهله.
- وعشق هو مقتٌ عند الله وبعد عن رحمته... وهو أضر شيء على العبد في دينه ودنياه وهو عشق المُرْدان (الذكور) فما ابتلى به إلا من سقط من عين الله، وطرده عن باب رحمته، وأبعد قلبه عنه، وهو من أعظم الحجب القاطعة عند الله، وكما يقول بعض السلف: "إذا سقط العبد من عين الله ابتلاه بمحبة المردان، وهذه المحبة التي جلبت على قوم لوط ما جلبت. وقال تعالى: "لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِيْ سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُوْنَ" سورة الحجر:72، ودواء هذا الداء الاستغاثة بمقلب القلوب، وصدق الملجأ إليه، والاشتغال بذكره، والتعوض بحبه وقربه، والتفكير بالألم الذي يعقبه هذا العشق، واللذة التي تفوت به وحصول أعظم مكروه له.
- والقسم الثالث من العشق: العشق المباح الذي لا يُملك كعشق من صدرت له امرأة جميلة أو رآها فأورثه ذلك عشقاً لها، ولم يحدث في ذلك العشق معصية، فهذا لا يملك ولا يُعاقب عليه، والأنفع له مدافعته والاشتغال بما هو أنفع له منه، والواجب على هذا أن يصبر ويعف ويطلب الرضا من الله سبحانه؛ فيحقق اللذة العقلية الروحانية، وهي كَلَذَّة المعرفة والاتصاف بصفات الكمال والجود والعفة، إنها لذة النفس الفاضلة الشريفة، فبهذه اللذة يحقق الإنسان إنسانيته، وليس باللذة الجسمانية التي يحققها بالجماع ومراضاة الجسد، وهذه اللذة ليست كمالاً؛ لأنه الإنسان أكمل المخلوقات، ولو أنها من الكمال لانفرد بها الإنسان، ولكنها لذة دنيوية يهذبها الإنسان ويُشَذِّبها؛ لتحقيق ما أمره الله منها، وليس لنشر الفاحشة والرذيلة.

هل لنا في العشق حيلة؟

اختلف الناس في العشق، هل هو اختياري أم اضطراري خارج عن مقدور البشر؟
قالت فرقة: هو اضطراري وليس باختيار، وقالوا: هو بمنزلة محبة الظمآن للماء البارد، والجائع للطعام، وهذا مما لا يُملك. وقال بعضهم: والله لو كان لي من الأمر من شيء ما عَذَّبت عاشقاً؛ لأن ذنوب العشّاق اضطر إليها، فإذا كان هذا قوله فيما تولد عن العشق من فعل اختياري، فما الظن بالعشق نفسه؟ قال أحدهم:
يلومــونني في حب ســـلمى كأنما
يَرَون الهــوى شيئاً تيممتُه عمــــدا
ألا إنما الحـب الذي صَدَع الحشــــا
قضـــاءٌ من الرحمن يبلــو به العبدا
وقالوا: العشق نوع من العذاب، والعاقل لا يختار عذاب نفسه.
- وقالت فرقة أخرى: بل هو اختياري تابع لهوى النفس وإرادتها، بل هو استحكام الهوى الذي مدح الله من نهى عنه النفس، قال تعالى: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" النازعات: 40-41.
وقالوا: لقد ذم الله تعالى أصحاب المحبة الفاسدة الذين يحبون من دونه أنداداً، ولو كانت المحبة اضطرارية لما ذُمُّوا على ذلك.
وعرفت الصحراء العربية بين رمالها أنواعاً من الحب ما زال ذكرها يصدح بين الناس إلى يومنا هذا، وما زال مجتمعنا يحمل بين طياته هذه الأنواع.

الحب العُذْري

وهو ذاك الحب المنزه عن احتياجات الجسد والمتسامي على دوافع الغريزة، قال ابن علاثة: دخلت على رجل من الأعراب خيمته وهو يئنّ، فقلت: ما شأنك؟ قال: عاشق، فقلت: ممن الرجل: قال من قوم إذا عشقوا ماتوا عِفَّة.
وقال عمر بن بكير: قال أعرابي: علقت امرأة كنت آتيها فأحدثها سنين، وما جرت بيننا ريبة قط إلا أنني رأيت بياض كفها في ليلة ظلماء، فوضعت يدي على يدها فقالت: مَهْ (بمعنى اكفف) لا تفسد ما بيني وبينك، فإنه ما نُكح حبٌ قط إلا فَسَد.
قال: فقمت وقد تصببت عرقاً وحياء، ولم أعد إلى شيء من ذلك.
ولم يزل الناس يفتخرون بالعفة قديماً وحديثاً، قال إبراهيم بن هَرمة:
ولــرُبَّ لــذةِ ليـــلة قــد نلتها
وحــرامها بحـــــلالها مدفــوع
وقال غيره:
إذا ما هَمَمْنــا صَـــدَّنا وازعُ التُّقَى
فَوَلَّــى علــى أعقــابه الهَمُّ خاسئا
وقال آخر:
منــه الحيــاء وخــوف اللهِ والحذر
كــم خــلوت بمــن أهوى فيمنعني
وإننا لنجد في تراثنا العربي شمم المرأة العربية، وأنفتها حين تقف قوية المراس أمام عواطفها .. فقد قيل لعتبة بعد موت عاشقها - ما كان يضرك لو أمتعته بوجهك؟
قالت: منعني من ذلك خوف العار، وشماتة الجار، ومخافة الجبّار، والله إن بقلبي أضعاف ما بقلبه - غير أنني أجد ستره أبقى للمودة وأحمد للعاقبة وأطوع للرب، وأخوف للذنب.
وقيل: نظر عاشق إلى معشوقته، فارتعدت فرائصه، وغُشِي عليه، فقيل لحكيم: ما الذي أصابه؟ فقال نظر إلى من يحب فانفرج قلبه. وتحرك الجسم بانفراج القلب. فقيل له: نحن نحب أهلنا وأولادنا ولا يصيبنا ذلك؛ فقال تلك محبة العقول. وهذه محبة الروح.
فهذا هو الحب العذري الذي لا تمسه شائبة، ولقد عرف التاريخ عدداً كثيراً من هؤلاء العشاق مثل كُثَيِّر عزة، حتى قيل: إن امرأة لقيته فقالت: كيف توزن بالقوم وأنت لا تُعرف إلاّ بعزّة؟ قال: والله لئن قلت ذلك فقد رفع الله بها قدري وزَيَّن بها شعري، وإنها كما قلت:
وقد أُوقدت بالندل الرطب نـــــارُها
بأطيـب من أرد أن عــزة موهنـــا
وإن غِبت عنها لم يَعُمَّك عــــــارها
فإن بــرزت كانــت لعينــيك قُـرّةً
أما جميل بثينة فقال في محبوبته:
ويحيــــا إذا فارقتها فيعـــــود
يموت الهــــــوى مني إذا ما لقيتها
وقال الزبير بن بكار عن عباس بن سهل الساعدي قال: بينما أنا بالشام إذ لقيني رجل من أصحابي فقال: هل لكم في جميل نعوده؟ فدخلنا عليه وهو يجود بنفسه، وما يخيل إليّ إلا أن الموت يكرثه (يشتد عليه). فنظر إلي ثم قال: يا ابن سهل، ما تقول في رجل لم يشرب الخمر قط، ولم يَزْنِ، ولم يقتل نفساً؟ ويشهد أن لا إله إلا الله فقلت: أظنه قد نجا، وأرجو له الجنة، فمن هذا الرجل؟ قال: أنا قلت والله ما أحسبك سلمت وأنت تَشَبَّب (تتغزل) منذ عشرين سنة في بثينة قال: لا نالتني شفاعة محمد (صلى الله عليه وسلم) إن كنت وضعت يدي عليها لريبة. فما برحنا حتى مات.
وها هو أيضاً قيس بن المُلَوَّح (مجنون ليلى) يعاقب قلبه الذي يأبى نسيان ليلى فيقول:
ألســت وعدتنــي يـــا قلبُ أنّـي
إذا مـــا تُبتُ عن ليلى تتــــوبُ؟
فهـا أنا تـائبٌ عن حُــبِّ ليلــــى
فمـــا لك كلمـــا ذُكرت تــذوبُ
وقيل لبعضهم وقد هوى إحداهن، فطال عشقه بها: ما أنت صانعٌ لو ظفرت بها ولا يراكما إلا الله؟ قال: والله لا أجعلنه أهون الناظرين إليّ، حنينٌ طويلٌ، ولحظٌ من بعيد، وأترك ما يسخط الرب، ويفسد الحب.
والحقيقة أن لهذه العفة في الحب أسبابًا كثيرة، منها الحياء وكرم الطبع وشرف النفس وعلو الهمة، أو ما تعقبه من اللذة المحرمة من المضار والمفاسد والفجور أو خوف العار، ولكن أقوى الأسباب على الإطلاق وأعلاها شأناً إجلال ومحبة الجبّار سبحانه وتعالى.
فالإنسان القوي عندما يقاوم شهوته، ويتحدى ضعفه، يرتفع ويسمو، ويحلق في أجواء الفضيلة، ويحقق إنسانيته؛ لذلك فإنه يشعر في أعماقه بلذة عظيمة، لذة الانتصار على النفس، لذة الانتصار على الضعف، لذة النجاح في قهر النشوة التي تستعبد الآخرين؛ فيَخِرُّون تحت وطأتها صرعى نتيجة ضعفهم ووهن عزيمتهم، وهذه اللذة التي يعبر عنها الحديث القدسي لذة الإيمان.

الحب الصريح

العاطفة هنا صريحة جدًّا، لا كبت فيها أو كبح على الإطلاق. فباسم الحب يتخلى الإنسان عن مبادئه، ويعبث بالقيم والتقاليد، ويعتقدون بذلك أن هذه هي الحرية والسعادة واللذة، وهذا النوع من الحب مرفوض شرعًا، ولا يُقِرُّ بأي حال من الأحوال؛ لأنه يؤدي إلى الفاحشة والفجور؛ فالحياة ليست جنساً خالصاً، ولا هي محصورة في هدف واحد، وهذه الفتاة الحارسة على عرضها، لا تملك التصرف فيه؛ لأنه ليس عرضها وحدها بل عرض والديها، وأسرتها ومجتمعها، إنه عرض الأمانة التي ائتمن الله عليها البشر، وينبغي أن يردوا له الأمانة نظيفة كما تلقوها. ولقد رأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله ويضعفه واحتجت بأمور كثيرة منها: أن الجماع هو الغاية التي تطلب بالعشق، فما دام العاشق طالباً فعشقه ثابت، فإذا وصل الغاية وقضى وطره وبَردت حرارة قلبه، طفئت نار عشقه، قالوا: وهذا شأن كل طالب لشيء إذا ظفر به، كالظمآن إذا روي، فسبب العشق فكري، وكلما قوي الفكر زاد العشق وبعد الوصول لا يبقى الفكر؛ فالنفس مولعة بحب ما منعت منه، كما قال أحدهم:
أحبُّ شــيء إلى الإنســان ما مُنِــعَا
زادنـي كلفـاً فـي الحـب أن مُنِــعَتْ
ولقد خلق الله الإنسان وركب فيه الغرائز والعواطف، والإسلام ليس ديناً مجنحاً في آفاق عالم الخيال، ولكنه الدين القيم، لم يكن ليترك هذه الغريزة تشبع كما الدواب، فالله كرَّم الإنسان، وخلقه ونفخ فيه الروح، وأعطى لجانب الجسد المجال الذي يتحقق إشباعه فيه، وأعطى لجانب الروح المجال الذي تحقق انطلاقها فيه، وأي خلل في هذا التوازن يفسد صنع الله، ومن الغرائز التي وصفها الله في البشر الجنس، وقد جعلها الله هكذا لأهداف سامية وحقائق عالية، تستهدف عمارة الكون، وعبادة الخالق؛ لذا يجب أن تُهَذَّب هذه الغريزة لا أن تترك على الغارب، وهذا الطوفان الرهيب من صور ومجلات وكتب وقصص الجنس التي باتت تغمر الأسواق، وبتنا نجد شبابنا يتهافتون عليها تهافت الفراش على النار، يحسبها سبيلاً إلى النجاة، فيكون سبيله إلى الهلاك، ما هو إلا انحطاط ومذلة واستعباد الشهوات للإنسان باسم الحب تارة والحرية تارة أخرى، ولعل ما نلمسه ونجده في الحضارة الغربية المادية وفشلها فشلاً ذريعاً في تحقيق الأمن النفسي وملء الفراغ الروحي عند شبابها خير مثال على ذلك، وتحت عنوان طبيب العائلة تحذر مجلة أمريكية من أن الصحافة والتليفزيون حوَّلا اليوم الجنس إلى تجارة استغلالية وصلت إلى القمة… وتقول: مع أننا لسنا بحاجة إلى التذكير أيضاً بأمراض الجنس كالزهري والإيدز... وما إلى ذلك من تخريب للنسل.
وفي لوس أنجلوس كشف معهد أبحاث أمريكي عن فضائح أخلاقية مفزعة، وهي عشرات الآلاف من فتيات كاليفورنيا وحدها قد أنجبن أطفالاً غير شرعيين - بالإضافة إلى حالات الإجهاض العديدة...
فالجنس نقطة ضعف يُمكن للشيطان أن يتسلل من خلالها؛ ليخرب الكون ويقلب نظام الحياة رأساً على عقب، ويعطل رسالة الإنسان في الحياة، وهذا ما يثير الفاحشة، وحتى يتبين لنا معنى الفاحشة التي نقصدها فخير ما نرجع إليه في هذا الأمر هو القرآن الكريم، فقد ذكرت كلمة الفاحشة ثلاث عشرة مرة، كما ذكرت كلمة "الفواحش" أربع مرات، ومعنى "الفحشاء" هو كل ما استفحش ذكره وقبح سمعه. والفواحش جمع الفاحشة والفاحش، وذكر الإمام الطبري في تفسيره لقوله تعالى: "وَالَّذِيْنَ إِذَا فَعَلُوْا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوْا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوْا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوْا لِذُنُوْبِهِم وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوْبَ إِلاَّ اللهُ…" سورة آل عمران: 135. قال: ومعنى الفاحشة الفعلة القبيحة الخارجة عمَّا أذن الله عز وجل فيه، وأصل الفحش القبح والخروج عن الحد والمقدار في كل شيء، وقيل الفاحشة في هذا الموضع مُعْنًى بها الزنا، ويقول الإمام القرطبي في تفسيره "الفاحشة": تطلق على كل معصية وقد كثر اختصاصها بالزنا.
* خطورة انتشار هذه الظاهرة: لا شك أن انتشار الفاحشة في كل المجتمعات رهين بأن يحطم ذلك المجتمع بكل ركائزه وأصوله، ونعلم من التاريخ أن ما من حضارة قامت ثم تحطمت إلا وكان انتشار الفاحشة سبباً رئيسيًّا في زوالها، والأمم الشريفة لم تَزُلْ إلا عندما انتشرت الفاحشة والإباحية فيها بكل أنواعها؛ لذا نجد الإسلام قد وضع ضوابط وقنن القوانين، وعبَّد الطريق لهذه الغريزة؛ حتى تأخذ الطريق القويم لإشباعها.

الحب الإلهي

إن أعظم صلاح الفرد أن يصرف قوى حبِّه كلها لله تعالى وحده، بحيث يحب الله بكل جوارحه وروحه، ويعمل على طاعته، وكسب رضاه؛ فحب الله والشوق إلى لقائه رأس مال العبد وملاك أمره، وقوام حياته، وأصل سعادته، وقرة عينه؛ ولذلك خُلق وبه أُمِر، وبذلك أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وحياتنا سريعة، فيها الكثير من الأفراح والأتراح - الفقر والغنى، الصحة والمرض، وما هذه الحياة إلا متاع ووسيلة للآخرة حيث الخلود والبقاء؛ فأولى بنا أن تكون أعمالنا متوجهة لله تعالى وطلب رضاه ومحبته، ونستشعر قوله سبحانه في الحديث القدسي فيما يرويه نبينا (صلى الله عليه وسلم): إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه. فهل هناك أعظم من محبة الخالق سبحانه وتعالى؟
" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ وَاللهُ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ

الحب: هو ذلك الرباط السحري الذي تتماسك به الأكوان... إنه روضة الحياة وأريجها الفوَّاح، وعطرها الذي تنتشي منه الأرواح، والحب كلمة واسعة المدلول.. ولكني أعني بها الحب بين الفتاة والفتى، بين الرجل والمرأة... والحب بهذا المعنى هو من العواطف الإنسانية التي لم يصادرها الإسلام، ولم يعمل على قمعها داخل النفوس لتولد الكبت، بل هو فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها.. وإلى هذه العاطفة السامية يشير رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "حُبب إليَّ من الدنيا النساء والطيب، وجُعلت قرة عيني في الصلاة" رواه أحمد والنسائي. والحب يتجاوز الرغبة والشهوة للاتصال الجنسي؛ لأنه وسيلة النجاة من الوحدة، وللحب مثله العليا الخاصة به، ومعاييره الخلقية الكامنة فيه، فالحب والميل إلى الآخر عواطف ورغبات، وضعت في الفطرة البشرية دون إرادة للبشر فيها، ونجد هذا المعنى بارزاً في حديث النبي عن العدل بين نسائه، حيث يقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" رواه أبو داود والترمذي.
فالذي يملكه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو العدل بين نسائه في النفقة والمبيت وسائر الحقوق المادية... والذي لا يملكه هو الميل القلبي.

والحب المثالي بين الرجل والمرأة (الراشدَيْن) عند العرب كان هو ذلك الحب المنزه عن احتياجات الجسد والمتسامي على دوافع الغريزة، فالمرء يُولد على الفطرة.. ثم تهديه تعاليم الدين والأخلاق والأعراف والتقاليد الاجتماعية.
ويقول محمد قطب: ... عواطف الحب والإعجاب ليست حراماً في نظر الإسلام، وما يصاحبها من أعمال وأفكار وسلوك، إذا كانت تهدف إلى تحقيق هدف الحياة وارتباط نصفي الإنسانية في علاقة نظيفة مثمرة، فهي الحب الإيماني لشركاء العقيدة والمجتمع.

وللحب أسماء كثيرة، منها


* الصِّبا: من الشوق: يقال تصَابا وصبا وأصل الكلمة في الميل والصبا في الصِّحَاح: رقة الشوق وحرارته.
* الشغَف: يقال شغفه الحب أي أحرق قلبه.
* الوجد: فهو الحب الذي يتبعه الحزن.
* التـيم: هو التعبد ولا يصلح إلا لله: قال في الصحاح تَيْم الله: أي عبد الله، وأصله من قولهم: تيمه الحب أي عبده وذللـه.
* العشق: هو من فرط الحب، وسمِّي العشق الذي يكون من الإنسان بسبب التصاقه بالقلب، وقال ابن الأعرابي: العَشَقةُ اللبلابة تخضَرّ وتصغر وتعلق بالذي يليها من الأشجار فاشتق من ذلك العاشق.
وقال قيس بن المُلَوَّح في وصف العشق:
العشق أعظـــــم ما بالمجانيــــنِ
قالــــت جُنِنت بمن تهوى فقلت لهـــا
وإنما يُصــــرع المجنونُ في الحيــنِ
العشـــــق لا يستفيق الدهرَ صاحبُه
وقيل: العشق أوله عناء، وأوسطه سقم، وآخره قتل.

المراهقون والحب

ومرحلة المراهقة التي يمر بها كل فتى وفتاة في مرحلة التهاب المشاعر وثورة العواطف... فترة الأحلام الوردية، والخيال المجنح، والنظرة الحالمة، وما إن تتفتح عيون الشباب وأسماعهم في هذه المرحلة على أغاني ومسلسلات وقصص الحب... حتى يظل الفتى شارد الفكر، مسلوب القلب، يريد أن يجرب... ويبدأ في تسجيل الأغاني وحفظها. ويشتري كتباً رخيصة، ومن هنا تبدأ حكايات الحب وتظهر أعراضها على المتيم من سهر، وأرق، وأحلام يقظة، وانصراف عن الاستذكار والتحصيل. وتبدأ الكلمات واللقاءات؛ ومن هنا قد يبدأ الانحراف، ولا يجني الفتى أو الفتاة من ورائه إلا تشتيت الذهن، وتبديد الطاقة والسهر والدموع والانصراف عن الدراسة وتحطيم المستقبل على صخرة العاطفة، إذا انقاد الفتى أو الفتاة لهذه العاطفة بدون وعي أو تفكير. ولقد أعجبني هذا الشاب الشاعر القوي العزيمة الذي لم يجعل لهذه الأفكار سلطاناً على قلبه وعقله، فتشغله عن الوصول إلى قمة المجد فيقول:
سلامٌ على مـــن تيمتني بظُرْفِهـــا
ولمعــة خديها ولمحــة طَرْفهــــا
سَـبَتنْي وأحْبَتْنِي فتــاة مليحــــة
تحيــرت الأوهــــام في كنه وصفها
فقلــت ذريني واعذرينـــي فإننـي
شُغفتُ بتحصيـــل العلـــوم وكشفها

وللعشق أنواع

يقسم ابن القيم الجوزية - رحمه الله - العشق ثلاثة أقسام، فيقول: وعشق قربة وطاعة؛ وهو عشق الرجل لامرأته... وهو عشق نافع وأدعى إلى المقاصد التي شرع الله لها النكاح، وأكف للبصر، والقلب عن التطلع إلى غير أهله.
- وعشق هو مقتٌ عند الله وبعد عن رحمته... وهو أضر شيء على العبد في دينه ودنياه وهو عشق المُرْدان (الذكور) فما ابتلى به إلا من سقط من عين الله، وطرده عن باب رحمته، وأبعد قلبه عنه، وهو من أعظم الحجب القاطعة عند الله، وكما يقول بعض السلف: "إذا سقط العبد من عين الله ابتلاه بمحبة المردان، وهذه المحبة التي جلبت على قوم لوط ما جلبت. وقال تعالى: "لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِيْ سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُوْنَ" سورة الحجر:72، ودواء هذا الداء الاستغاثة بمقلب القلوب، وصدق الملجأ إليه، والاشتغال بذكره، والتعوض بحبه وقربه، والتفكير بالألم الذي يعقبه هذا العشق، واللذة التي تفوت به وحصول أعظم مكروه له.
- والقسم الثالث من العشق: العشق المباح الذي لا يُملك كعشق من صدرت له امرأة جميلة أو رآها فأورثه ذلك عشقاً لها، ولم يحدث في ذلك العشق معصية، فهذا لا يملك ولا يُعاقب عليه، والأنفع له مدافعته والاشتغال بما هو أنفع له منه، والواجب على هذا أن يصبر ويعف ويطلب الرضا من الله سبحانه؛ فيحقق اللذة العقلية الروحانية، وهي كَلَذَّة المعرفة والاتصاف بصفات الكمال والجود والعفة، إنها لذة النفس الفاضلة الشريفة، فبهذه اللذة يحقق الإنسان إنسانيته، وليس باللذة الجسمانية التي يحققها بالجماع ومراضاة الجسد، وهذه اللذة ليست كمالاً؛ لأنه الإنسان أكمل المخلوقات، ولو أنها من الكمال لانفرد بها الإنسان، ولكنها لذة دنيوية يهذبها الإنسان ويُشَذِّبها؛ لتحقيق ما أمره الله منها، وليس لنشر الفاحشة والرذيلة.

هل لنا في العشق حيلة؟

اختلف الناس في العشق، هل هو اختياري أم اضطراري خارج عن مقدور البشر؟
قالت فرقة: هو اضطراري وليس باختيار، وقالوا: هو بمنزلة محبة الظمآن للماء البارد، والجائع للطعام، وهذا مما لا يُملك. وقال بعضهم: والله لو كان لي من الأمر من شيء ما عَذَّبت عاشقاً؛ لأن ذنوب العشّاق اضطر إليها، فإذا كان هذا قوله فيما تولد عن العشق من فعل اختياري، فما الظن بالعشق نفسه؟ قال أحدهم:
يلومــونني في حب ســـلمى كأنما
يَرَون الهــوى شيئاً تيممتُه عمــــدا
ألا إنما الحـب الذي صَدَع الحشــــا
قضـــاءٌ من الرحمن يبلــو به العبدا
وقالوا: العشق نوع من العذاب، والعاقل لا يختار عذاب نفسه.
- وقالت فرقة أخرى: بل هو اختياري تابع لهوى النفس وإرادتها، بل هو استحكام الهوى الذي مدح الله من نهى عنه النفس، قال تعالى: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" النازعات: 40-41.
وقالوا: لقد ذم الله تعالى أصحاب المحبة الفاسدة الذين يحبون من دونه أنداداً، ولو كانت المحبة اضطرارية لما ذُمُّوا على ذلك.
وعرفت الصحراء العربية بين رمالها أنواعاً من الحب ما زال ذكرها يصدح بين الناس إلى يومنا هذا، وما زال مجتمعنا يحمل بين طياته هذه الأنواع.

الحب العُذْري

وهو ذاك الحب المنزه عن احتياجات الجسد والمتسامي على دوافع الغريزة، قال ابن علاثة: دخلت على رجل من الأعراب خيمته وهو يئنّ، فقلت: ما شأنك؟ قال: عاشق، فقلت: ممن الرجل: قال من قوم إذا عشقوا ماتوا عِفَّة.
وقال عمر بن بكير: قال أعرابي: علقت امرأة كنت آتيها فأحدثها سنين، وما جرت بيننا ريبة قط إلا أنني رأيت بياض كفها في ليلة ظلماء، فوضعت يدي على يدها فقالت: مَهْ (بمعنى اكفف) لا تفسد ما بيني وبينك، فإنه ما نُكح حبٌ قط إلا فَسَد.
قال: فقمت وقد تصببت عرقاً وحياء، ولم أعد إلى شيء من ذلك.
ولم يزل الناس يفتخرون بالعفة قديماً وحديثاً، قال إبراهيم بن هَرمة:
ولــرُبَّ لــذةِ ليـــلة قــد نلتها
وحــرامها بحـــــلالها مدفــوع
وقال غيره:
إذا ما هَمَمْنــا صَـــدَّنا وازعُ التُّقَى
فَوَلَّــى علــى أعقــابه الهَمُّ خاسئا
وقال آخر:
منــه الحيــاء وخــوف اللهِ والحذر
كــم خــلوت بمــن أهوى فيمنعني
وإننا لنجد في تراثنا العربي شمم المرأة العربية، وأنفتها حين تقف قوية المراس أمام عواطفها .. فقد قيل لعتبة بعد موت عاشقها - ما كان يضرك لو أمتعته بوجهك؟
قالت: منعني من ذلك خوف العار، وشماتة الجار، ومخافة الجبّار، والله إن بقلبي أضعاف ما بقلبه - غير أنني أجد ستره أبقى للمودة وأحمد للعاقبة وأطوع للرب، وأخوف للذنب.
وقيل: نظر عاشق إلى معشوقته، فارتعدت فرائصه، وغُشِي عليه، فقيل لحكيم: ما الذي أصابه؟ فقال نظر إلى من يحب فانفرج قلبه. وتحرك الجسم بانفراج القلب. فقيل له: نحن نحب أهلنا وأولادنا ولا يصيبنا ذلك؛ فقال تلك محبة العقول. وهذه محبة الروح.
فهذا هو الحب العذري الذي لا تمسه شائبة، ولقد عرف التاريخ عدداً كثيراً من هؤلاء العشاق مثل كُثَيِّر عزة، حتى قيل: إن امرأة لقيته فقالت: كيف توزن بالقوم وأنت لا تُعرف إلاّ بعزّة؟ قال: والله لئن قلت ذلك فقد رفع الله بها قدري وزَيَّن بها شعري، وإنها كما قلت:
وقد أُوقدت بالندل الرطب نـــــارُها
بأطيـب من أرد أن عــزة موهنـــا
وإن غِبت عنها لم يَعُمَّك عــــــارها
فإن بــرزت كانــت لعينــيك قُـرّةً
أما جميل بثينة فقال في محبوبته:
ويحيــــا إذا فارقتها فيعـــــود
يموت الهــــــوى مني إذا ما لقيتها
وقال الزبير بن بكار عن عباس بن سهل الساعدي قال: بينما أنا بالشام إذ لقيني رجل من أصحابي فقال: هل لكم في جميل نعوده؟ فدخلنا عليه وهو يجود بنفسه، وما يخيل إليّ إلا أن الموت يكرثه (يشتد عليه). فنظر إلي ثم قال: يا ابن سهل، ما تقول في رجل لم يشرب الخمر قط، ولم يَزْنِ، ولم يقتل نفساً؟ ويشهد أن لا إله إلا الله فقلت: أظنه قد نجا، وأرجو له الجنة، فمن هذا الرجل؟ قال: أنا قلت والله ما أحسبك سلمت وأنت تَشَبَّب (تتغزل) منذ عشرين سنة في بثينة قال: لا نالتني شفاعة محمد (صلى الله عليه وسلم) إن كنت وضعت يدي عليها لريبة. فما برحنا حتى مات.
وها هو أيضاً قيس بن المُلَوَّح (مجنون ليلى) يعاقب قلبه الذي يأبى نسيان ليلى فيقول:
ألســت وعدتنــي يـــا قلبُ أنّـي
إذا مـــا تُبتُ عن ليلى تتــــوبُ؟
فهـا أنا تـائبٌ عن حُــبِّ ليلــــى
فمـــا لك كلمـــا ذُكرت تــذوبُ
وقيل لبعضهم وقد هوى إحداهن، فطال عشقه بها: ما أنت صانعٌ لو ظفرت بها ولا يراكما إلا الله؟ قال: والله لا أجعلنه أهون الناظرين إليّ، حنينٌ طويلٌ، ولحظٌ من بعيد، وأترك ما يسخط الرب، ويفسد الحب.
والحقيقة أن لهذه العفة في الحب أسبابًا كثيرة، منها الحياء وكرم الطبع وشرف النفس وعلو الهمة، أو ما تعقبه من اللذة المحرمة من المضار والمفاسد والفجور أو خوف العار، ولكن أقوى الأسباب على الإطلاق وأعلاها شأناً إجلال ومحبة الجبّار سبحانه وتعالى.
فالإنسان القوي عندما يقاوم شهوته، ويتحدى ضعفه، يرتفع ويسمو، ويحلق في أجواء الفضيلة، ويحقق إنسانيته؛ لذلك فإنه يشعر في أعماقه بلذة عظيمة، لذة الانتصار على النفس، لذة الانتصار على الضعف، لذة النجاح في قهر النشوة التي تستعبد الآخرين؛ فيَخِرُّون تحت وطأتها صرعى نتيجة ضعفهم ووهن عزيمتهم، وهذه اللذة التي يعبر عنها الحديث القدسي لذة الإيمان.

الحب الصريح

العاطفة هنا صريحة جدًّا، لا كبت فيها أو كبح على الإطلاق. فباسم الحب يتخلى الإنسان عن مبادئه، ويعبث بالقيم والتقاليد، ويعتقدون بذلك أن هذه هي الحرية والسعادة واللذة، وهذا النوع من الحب مرفوض شرعًا، ولا يُقِرُّ بأي حال من الأحوال؛ لأنه يؤدي إلى الفاحشة والفجور؛ فالحياة ليست جنساً خالصاً، ولا هي محصورة في هدف واحد، وهذه الفتاة الحارسة على عرضها، لا تملك التصرف فيه؛ لأنه ليس عرضها وحدها بل عرض والديها، وأسرتها ومجتمعها، إنه عرض الأمانة التي ائتمن الله عليها البشر، وينبغي أن يردوا له الأمانة نظيفة كما تلقوها. ولقد رأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله ويضعفه واحتجت بأمور كثيرة منها: أن الجماع هو الغاية التي تطلب بالعشق، فما دام العاشق طالباً فعشقه ثابت، فإذا وصل الغاية وقضى وطره وبَردت حرارة قلبه، طفئت نار عشقه، قالوا: وهذا شأن كل طالب لشيء إذا ظفر به، كالظمآن إذا روي، فسبب العشق فكري، وكلما قوي الفكر زاد العشق وبعد الوصول لا يبقى الفكر؛ فالنفس مولعة بحب ما منعت منه، كما قال أحدهم:
أحبُّ شــيء إلى الإنســان ما مُنِــعَا
زادنـي كلفـاً فـي الحـب أن مُنِــعَتْ
ولقد خلق الله الإنسان وركب فيه الغرائز والعواطف، والإسلام ليس ديناً مجنحاً في آفاق عالم الخيال، ولكنه الدين القيم، لم يكن ليترك هذه الغريزة تشبع كما الدواب، فالله كرَّم الإنسان، وخلقه ونفخ فيه الروح، وأعطى لجانب الجسد المجال الذي يتحقق إشباعه فيه، وأعطى لجانب الروح المجال الذي تحقق انطلاقها فيه، وأي خلل في هذا التوازن يفسد صنع الله، ومن الغرائز التي وصفها الله في البشر الجنس، وقد جعلها الله هكذا لأهداف سامية وحقائق عالية، تستهدف عمارة الكون، وعبادة الخالق؛ لذا يجب أن تُهَذَّب هذه الغريزة لا أن تترك على الغارب، وهذا الطوفان الرهيب من صور ومجلات وكتب وقصص الجنس التي باتت تغمر الأسواق، وبتنا نجد شبابنا يتهافتون عليها تهافت الفراش على النار، يحسبها سبيلاً إلى النجاة، فيكون سبيله إلى الهلاك، ما هو إلا انحطاط ومذلة واستعباد الشهوات للإنسان باسم الحب تارة والحرية تارة أخرى، ولعل ما نلمسه ونجده في الحضارة الغربية المادية وفشلها فشلاً ذريعاً في تحقيق الأمن النفسي وملء الفراغ الروحي عند شبابها خير مثال على ذلك، وتحت عنوان طبيب العائلة تحذر مجلة أمريكية من أن الصحافة والتليفزيون حوَّلا اليوم الجنس إلى تجارة استغلالية وصلت إلى القمة… وتقول: مع أننا لسنا بحاجة إلى التذكير أيضاً بأمراض الجنس كالزهري والإيدز... وما إلى ذلك من تخريب للنسل.
وفي لوس أنجلوس كشف معهد أبحاث أمريكي عن فضائح أخلاقية مفزعة، وهي عشرات الآلاف من فتيات كاليفورنيا وحدها قد أنجبن أطفالاً غير شرعيين - بالإضافة إلى حالات الإجهاض العديدة...
فالجنس نقطة ضعف يُمكن للشيطان أن يتسلل من خلالها؛ ليخرب الكون ويقلب نظام الحياة رأساً على عقب، ويعطل رسالة الإنسان في الحياة، وهذا ما يثير الفاحشة، وحتى يتبين لنا معنى الفاحشة التي نقصدها فخير ما نرجع إليه في هذا الأمر هو القرآن الكريم، فقد ذكرت كلمة الفاحشة ثلاث عشرة مرة، كما ذكرت كلمة "الفواحش" أربع مرات، ومعنى "الفحشاء" هو كل ما استفحش ذكره وقبح سمعه. والفواحش جمع الفاحشة والفاحش، وذكر الإمام الطبري في تفسيره لقوله تعالى: "وَالَّذِيْنَ إِذَا فَعَلُوْا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوْا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوْا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوْا لِذُنُوْبِهِم وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوْبَ إِلاَّ اللهُ…" سورة آل عمران: 135. قال: ومعنى الفاحشة الفعلة القبيحة الخارجة عمَّا أذن الله عز وجل فيه، وأصل الفحش القبح والخروج عن الحد والمقدار في كل شيء، وقيل الفاحشة في هذا الموضع مُعْنًى بها الزنا، ويقول الإمام القرطبي في تفسيره "الفاحشة": تطلق على كل معصية وقد كثر اختصاصها بالزنا.
* خطورة انتشار هذه الظاهرة: لا شك أن انتشار الفاحشة في كل المجتمعات رهين بأن يحطم ذلك المجتمع بكل ركائزه وأصوله، ونعلم من التاريخ أن ما من حضارة قامت ثم تحطمت إلا وكان انتشار الفاحشة سبباً رئيسيًّا في زوالها، والأمم الشريفة لم تَزُلْ إلا عندما انتشرت الفاحشة والإباحية فيها بكل أنواعها؛ لذا نجد الإسلام قد وضع ضوابط وقنن القوانين، وعبَّد الطريق لهذه الغريزة؛ حتى تأخذ الطريق القويم لإشباعها.

الحب الإلهي

إن أعظم صلاح الفرد أن يصرف قوى حبِّه كلها لله تعالى وحده، بحيث يحب الله بكل جوارحه وروحه، ويعمل على طاعته، وكسب رضاه؛ فحب الله والشوق إلى لقائه رأس مال العبد وملاك أمره، وقوام حياته، وأصل سعادته، وقرة عينه؛ ولذلك خُلق وبه أُمِر، وبذلك أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وحياتنا سريعة، فيها الكثير من الأفراح والأتراح - الفقر والغنى، الصحة والمرض، وما هذه الحياة إلا متاع ووسيلة للآخرة حيث الخلود والبقاء؛ فأولى بنا أن تكون أعمالنا متوجهة لله تعالى وطلب رضاه ومحبته، ونستشعر قوله سبحانه في الحديث القدسي فيما يرويه نبينا (صلى الله عليه وسلم): إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه. فهل هناك أعظم من محبة الخالق سبحانه وتعالى؟
" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ وَاللهُ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ

الحب: هو ذلك الرباط السحري الذي تتماسك به الأكوان... إنه روضة الحياة وأريجها الفوَّاح، وعطرها الذي تنتشي منه الأرواح، والحب كلمة واسعة المدلول.. ولكني أعني بها الحب بين الفتاة والفتى، بين الرجل والمرأة... والحب بهذا المعنى هو من العواطف الإنسانية التي لم يصادرها الإسلام، ولم يعمل على قمعها داخل النفوس لتولد الكبت، بل هو فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها.. وإلى هذه العاطفة السامية يشير رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "حُبب إليَّ من الدنيا النساء والطيب، وجُعلت قرة عيني في الصلاة" رواه أحمد والنسائي. والحب يتجاوز الرغبة والشهوة للاتصال الجنسي؛ لأنه وسيلة النجاة من الوحدة، وللحب مثله العليا الخاصة به، ومعاييره الخلقية الكامنة فيه، فالحب والميل إلى الآخر عواطف ورغبات، وضعت في الفطرة البشرية دون إرادة للبشر فيها، ونجد هذا المعنى بارزاً في حديث النبي عن العدل بين نسائه، حيث يقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" رواه أبو داود والترمذي.
فالذي يملكه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هو العدل بين نسائه في النفقة والمبيت وسائر الحقوق المادية... والذي لا يملكه هو الميل القلبي.

والحب المثالي بين الرجل والمرأة (الراشدَيْن) عند العرب كان هو ذلك الحب المنزه عن احتياجات الجسد والمتسامي على دوافع الغريزة، فالمرء يُولد على الفطرة.. ثم تهديه تعاليم الدين والأخلاق والأعراف والتقاليد الاجتماعية.
ويقول محمد قطب: ... عواطف الحب والإعجاب ليست حراماً في نظر الإسلام، وما يصاحبها من أعمال وأفكار وسلوك، إذا كانت تهدف إلى تحقيق هدف الحياة وارتباط نصفي الإنسانية في علاقة نظيفة مثمرة، فهي الحب الإيماني لشركاء العقيدة والمجتمع.

وللحب أسماء كثيرة، منها


* الصِّبا: من الشوق: يقال تصَابا وصبا وأصل الكلمة في الميل والصبا في الصِّحَاح: رقة الشوق وحرارته.
* الشغَف: يقال شغفه الحب أي أحرق قلبه.
* الوجد: فهو الحب الذي يتبعه الحزن.
* التـيم: هو التعبد ولا يصلح إلا لله: قال في الصحاح تَيْم الله: أي عبد الله، وأصله من قولهم: تيمه الحب أي عبده وذللـه.
* العشق: هو من فرط الحب، وسمِّي العشق الذي يكون من الإنسان بسبب التصاقه بالقلب، وقال ابن الأعرابي: العَشَقةُ اللبلابة تخضَرّ وتصغر وتعلق بالذي يليها من الأشجار فاشتق من ذلك العاشق.
وقال قيس بن المُلَوَّح في وصف العشق:
العشق أعظـــــم ما بالمجانيــــنِ
قالــــت جُنِنت بمن تهوى فقلت لهـــا
وإنما يُصــــرع المجنونُ في الحيــنِ
العشـــــق لا يستفيق الدهرَ صاحبُه
وقيل: العشق أوله عناء، وأوسطه سقم، وآخره قتل.

المراهقون والحب

ومرحلة المراهقة التي يمر بها كل فتى وفتاة في مرحلة التهاب المشاعر وثورة العواطف... فترة الأحلام الوردية، والخيال المجنح، والنظرة الحالمة، وما إن تتفتح عيون الشباب وأسماعهم في هذه المرحلة على أغاني ومسلسلات وقصص الحب... حتى يظل الفتى شارد الفكر، مسلوب القلب، يريد أن يجرب... ويبدأ في تسجيل الأغاني وحفظها. ويشتري كتباً رخيصة، ومن هنا تبدأ حكايات الحب وتظهر أعراضها على المتيم من سهر، وأرق، وأحلام يقظة، وانصراف عن الاستذكار والتحصيل. وتبدأ الكلمات واللقاءات؛ ومن هنا قد يبدأ الانحراف، ولا يجني الفتى أو الفتاة من ورائه إلا تشتيت الذهن، وتبديد الطاقة والسهر والدموع والانصراف عن الدراسة وتحطيم المستقبل على صخرة العاطفة، إذا انقاد الفتى أو الفتاة لهذه العاطفة بدون وعي أو تفكير. ولقد أعجبني هذا الشاب الشاعر القوي العزيمة الذي لم يجعل لهذه الأفكار سلطاناً على قلبه وعقله، فتشغله عن الوصول إلى قمة المجد فيقول:
سلامٌ على مـــن تيمتني بظُرْفِهـــا
ولمعــة خديها ولمحــة طَرْفهــــا
سَـبَتنْي وأحْبَتْنِي فتــاة مليحــــة
تحيــرت الأوهــــام في كنه وصفها
فقلــت ذريني واعذرينـــي فإننـي
شُغفتُ بتحصيـــل العلـــوم وكشفها

وللعشق أنواع

يقسم ابن القيم الجوزية - رحمه الله - العشق ثلاثة أقسام، فيقول: وعشق قربة وطاعة؛ وهو عشق الرجل لامرأته... وهو عشق نافع وأدعى إلى المقاصد التي شرع الله لها النكاح، وأكف للبصر، والقلب عن التطلع إلى غير أهله.
- وعشق هو مقتٌ عند الله وبعد عن رحمته... وهو أضر شيء على العبد في دينه ودنياه وهو عشق المُرْدان (الذكور) فما ابتلى به إلا من سقط من عين الله، وطرده عن باب رحمته، وأبعد قلبه عنه، وهو من أعظم الحجب القاطعة عند الله، وكما يقول بعض السلف: "إذا سقط العبد من عين الله ابتلاه بمحبة المردان، وهذه المحبة التي جلبت على قوم لوط ما جلبت. وقال تعالى: "لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِيْ سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُوْنَ" سورة الحجر:72، ودواء هذا الداء الاستغاثة بمقلب القلوب، وصدق الملجأ إليه، والاشتغال بذكره، والتعوض بحبه وقربه، والتفكير بالألم الذي يعقبه هذا العشق، واللذة التي تفوت به وحصول أعظم مكروه له.
- والقسم الثالث من العشق: العشق المباح الذي لا يُملك كعشق من صدرت له امرأة جميلة أو رآها فأورثه ذلك عشقاً لها، ولم يحدث في ذلك العشق معصية، فهذا لا يملك ولا يُعاقب عليه، والأنفع له مدافعته والاشتغال بما هو أنفع له منه، والواجب على هذا أن يصبر ويعف ويطلب الرضا من الله سبحانه؛ فيحقق اللذة العقلية الروحانية، وهي كَلَذَّة المعرفة والاتصاف بصفات الكمال والجود والعفة، إنها لذة النفس الفاضلة الشريفة، فبهذه اللذة يحقق الإنسان إنسانيته، وليس باللذة الجسمانية التي يحققها بالجماع ومراضاة الجسد، وهذه اللذة ليست كمالاً؛ لأنه الإنسان أكمل المخلوقات، ولو أنها من الكمال لانفرد بها الإنسان، ولكنها لذة دنيوية يهذبها الإنسان ويُشَذِّبها؛ لتحقيق ما أمره الله منها، وليس لنشر الفاحشة والرذيلة.

هل لنا في العشق حيلة؟

اختلف الناس في العشق، هل هو اختياري أم اضطراري خارج عن مقدور البشر؟
قالت فرقة: هو اضطراري وليس باختيار، وقالوا: هو بمنزلة محبة الظمآن للماء البارد، والجائع للطعام، وهذا مما لا يُملك. وقال بعضهم: والله لو كان لي من الأمر من شيء ما عَذَّبت عاشقاً؛ لأن ذنوب العشّاق اضطر إليها، فإذا كان هذا قوله فيما تولد عن العشق من فعل اختياري، فما الظن بالعشق نفسه؟ قال أحدهم:
يلومــونني في حب ســـلمى كأنما
يَرَون الهــوى شيئاً تيممتُه عمــــدا
ألا إنما الحـب الذي صَدَع الحشــــا
قضـــاءٌ من الرحمن يبلــو به العبدا
وقالوا: العشق نوع من العذاب، والعاقل لا يختار عذاب نفسه.
- وقالت فرقة أخرى: بل هو اختياري تابع لهوى النفس وإرادتها، بل هو استحكام الهوى الذي مدح الله من نهى عنه النفس، قال تعالى: "وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى" النازعات: 40-41.
وقالوا: لقد ذم الله تعالى أصحاب المحبة الفاسدة الذين يحبون من دونه أنداداً، ولو كانت المحبة اضطرارية لما ذُمُّوا على ذلك.
وعرفت الصحراء العربية بين رمالها أنواعاً من الحب ما زال ذكرها يصدح بين الناس إلى يومنا هذا، وما زال مجتمعنا يحمل بين طياته هذه الأنواع.

الحب العُذْري

وهو ذاك الحب المنزه عن احتياجات الجسد والمتسامي على دوافع الغريزة، قال ابن علاثة: دخلت على رجل من الأعراب خيمته وهو يئنّ، فقلت: ما شأنك؟ قال: عاشق، فقلت: ممن الرجل: قال من قوم إذا عشقوا ماتوا عِفَّة.
وقال عمر بن بكير: قال أعرابي: علقت امرأة كنت آتيها فأحدثها سنين، وما جرت بيننا ريبة قط إلا أنني رأيت بياض كفها في ليلة ظلماء، فوضعت يدي على يدها فقالت: مَهْ (بمعنى اكفف) لا تفسد ما بيني وبينك، فإنه ما نُكح حبٌ قط إلا فَسَد.
قال: فقمت وقد تصببت عرقاً وحياء، ولم أعد إلى شيء من ذلك.
ولم يزل الناس يفتخرون بالعفة قديماً وحديثاً، قال إبراهيم بن هَرمة:
ولــرُبَّ لــذةِ ليـــلة قــد نلتها
وحــرامها بحـــــلالها مدفــوع
وقال غيره:
إذا ما هَمَمْنــا صَـــدَّنا وازعُ التُّقَى
فَوَلَّــى علــى أعقــابه الهَمُّ خاسئا
وقال آخر:
منــه الحيــاء وخــوف اللهِ والحذر
كــم خــلوت بمــن أهوى فيمنعني
وإننا لنجد في تراثنا العربي شمم المرأة العربية، وأنفتها حين تقف قوية المراس أمام عواطفها .. فقد قيل لعتبة بعد موت عاشقها - ما كان يضرك لو أمتعته بوجهك؟
قالت: منعني من ذلك خوف العار، وشماتة الجار، ومخافة الجبّار، والله إن بقلبي أضعاف ما بقلبه - غير أنني أجد ستره أبقى للمودة وأحمد للعاقبة وأطوع للرب، وأخوف للذنب.
وقيل: نظر عاشق إلى معشوقته، فارتعدت فرائصه، وغُشِي عليه، فقيل لحكيم: ما الذي أصابه؟ فقال نظر إلى من يحب فانفرج قلبه. وتحرك الجسم بانفراج القلب. فقيل له: نحن نحب أهلنا وأولادنا ولا يصيبنا ذلك؛ فقال تلك محبة العقول. وهذه محبة الروح.
فهذا هو الحب العذري الذي لا تمسه شائبة، ولقد عرف التاريخ عدداً كثيراً من هؤلاء العشاق مثل كُثَيِّر عزة، حتى قيل: إن امرأة لقيته فقالت: كيف توزن بالقوم وأنت لا تُعرف إلاّ بعزّة؟ قال: والله لئن قلت ذلك فقد رفع الله بها قدري وزَيَّن بها شعري، وإنها كما قلت:
وقد أُوقدت بالندل الرطب نـــــارُها
بأطيـب من أرد أن عــزة موهنـــا
وإن غِبت عنها لم يَعُمَّك عــــــارها
فإن بــرزت كانــت لعينــيك قُـرّةً
أما جميل بثينة فقال في محبوبته:
ويحيــــا إذا فارقتها فيعـــــود
يموت الهــــــوى مني إذا ما لقيتها
وقال الزبير بن بكار عن عباس بن سهل الساعدي قال: بينما أنا بالشام إذ لقيني رجل من أصحابي فقال: هل لكم في جميل نعوده؟ فدخلنا عليه وهو يجود بنفسه، وما يخيل إليّ إلا أن الموت يكرثه (يشتد عليه). فنظر إلي ثم قال: يا ابن سهل، ما تقول في رجل لم يشرب الخمر قط، ولم يَزْنِ، ولم يقتل نفساً؟ ويشهد أن لا إله إلا الله فقلت: أظنه قد نجا، وأرجو له الجنة، فمن هذا الرجل؟ قال: أنا قلت والله ما أحسبك سلمت وأنت تَشَبَّب (تتغزل) منذ عشرين سنة في بثينة قال: لا نالتني شفاعة محمد (صلى الله عليه وسلم) إن كنت وضعت يدي عليها لريبة. فما برحنا حتى مات.
وها هو أيضاً قيس بن المُلَوَّح (مجنون ليلى) يعاقب قلبه الذي يأبى نسيان ليلى فيقول:
ألســت وعدتنــي يـــا قلبُ أنّـي
إذا مـــا تُبتُ عن ليلى تتــــوبُ؟
فهـا أنا تـائبٌ عن حُــبِّ ليلــــى
فمـــا لك كلمـــا ذُكرت تــذوبُ
وقيل لبعضهم وقد هوى إحداهن، فطال عشقه بها: ما أنت صانعٌ لو ظفرت بها ولا يراكما إلا الله؟ قال: والله لا أجعلنه أهون الناظرين إليّ، حنينٌ طويلٌ، ولحظٌ من بعيد، وأترك ما يسخط الرب، ويفسد الحب.
والحقيقة أن لهذه العفة في الحب أسبابًا كثيرة، منها الحياء وكرم الطبع وشرف النفس وعلو الهمة، أو ما تعقبه من اللذة المحرمة من المضار والمفاسد والفجور أو خوف العار، ولكن أقوى الأسباب على الإطلاق وأعلاها شأناً إجلال ومحبة الجبّار سبحانه وتعالى.
فالإنسان القوي عندما يقاوم شهوته، ويتحدى ضعفه، يرتفع ويسمو، ويحلق في أجواء الفضيلة، ويحقق إنسانيته؛ لذلك فإنه يشعر في أعماقه بلذة عظيمة، لذة الانتصار على النفس، لذة الانتصار على الضعف، لذة النجاح في قهر النشوة التي تستعبد الآخرين؛ فيَخِرُّون تحت وطأتها صرعى نتيجة ضعفهم ووهن عزيمتهم، وهذه اللذة التي يعبر عنها الحديث القدسي لذة الإيمان.

الحب الصريح

العاطفة هنا صريحة جدًّا، لا كبت فيها أو كبح على الإطلاق. فباسم الحب يتخلى الإنسان عن مبادئه، ويعبث بالقيم والتقاليد، ويعتقدون بذلك أن هذه هي الحرية والسعادة واللذة، وهذا النوع من الحب مرفوض شرعًا، ولا يُقِرُّ بأي حال من الأحوال؛ لأنه يؤدي إلى الفاحشة والفجور؛ فالحياة ليست جنساً خالصاً، ولا هي محصورة في هدف واحد، وهذه الفتاة الحارسة على عرضها، لا تملك التصرف فيه؛ لأنه ليس عرضها وحدها بل عرض والديها، وأسرتها ومجتمعها، إنه عرض الأمانة التي ائتمن الله عليها البشر، وينبغي أن يردوا له الأمانة نظيفة كما تلقوها. ولقد رأت طائفة أن الجماع يفسد العشق ويبطله ويضعفه واحتجت بأمور كثيرة منها: أن الجماع هو الغاية التي تطلب بالعشق، فما دام العاشق طالباً فعشقه ثابت، فإذا وصل الغاية وقضى وطره وبَردت حرارة قلبه، طفئت نار عشقه، قالوا: وهذا شأن كل طالب لشيء إذا ظفر به، كالظمآن إذا روي، فسبب العشق فكري، وكلما قوي الفكر زاد العشق وبعد الوصول لا يبقى الفكر؛ فالنفس مولعة بحب ما منعت منه، كما قال أحدهم:
أحبُّ شــيء إلى الإنســان ما مُنِــعَا
زادنـي كلفـاً فـي الحـب أن مُنِــعَتْ
ولقد خلق الله الإنسان وركب فيه الغرائز والعواطف، والإسلام ليس ديناً مجنحاً في آفاق عالم الخيال، ولكنه الدين القيم، لم يكن ليترك هذه الغريزة تشبع كما الدواب، فالله كرَّم الإنسان، وخلقه ونفخ فيه الروح، وأعطى لجانب الجسد المجال الذي يتحقق إشباعه فيه، وأعطى لجانب الروح المجال الذي تحقق انطلاقها فيه، وأي خلل في هذا التوازن يفسد صنع الله، ومن الغرائز التي وصفها الله في البشر الجنس، وقد جعلها الله هكذا لأهداف سامية وحقائق عالية، تستهدف عمارة الكون، وعبادة الخالق؛ لذا يجب أن تُهَذَّب هذه الغريزة لا أن تترك على الغارب، وهذا الطوفان الرهيب من صور ومجلات وكتب وقصص الجنس التي باتت تغمر الأسواق، وبتنا نجد شبابنا يتهافتون عليها تهافت الفراش على النار، يحسبها سبيلاً إلى النجاة، فيكون سبيله إلى الهلاك، ما هو إلا انحطاط ومذلة واستعباد الشهوات للإنسان باسم الحب تارة والحرية تارة أخرى، ولعل ما نلمسه ونجده في الحضارة الغربية المادية وفشلها فشلاً ذريعاً في تحقيق الأمن النفسي وملء الفراغ الروحي عند شبابها خير مثال على ذلك، وتحت عنوان طبيب العائلة تحذر مجلة أمريكية من أن الصحافة والتليفزيون حوَّلا اليوم الجنس إلى تجارة استغلالية وصلت إلى القمة… وتقول: مع أننا لسنا بحاجة إلى التذكير أيضاً بأمراض الجنس كالزهري والإيدز... وما إلى ذلك من تخريب للنسل.
وفي لوس أنجلوس كشف معهد أبحاث أمريكي عن فضائح أخلاقية مفزعة، وهي عشرات الآلاف من فتيات كاليفورنيا وحدها قد أنجبن أطفالاً غير شرعيين - بالإضافة إلى حالات الإجهاض العديدة...
فالجنس نقطة ضعف يُمكن للشيطان أن يتسلل من خلالها؛ ليخرب الكون ويقلب نظام الحياة رأساً على عقب، ويعطل رسالة الإنسان في الحياة، وهذا ما يثير الفاحشة، وحتى يتبين لنا معنى الفاحشة التي نقصدها فخير ما نرجع إليه في هذا الأمر هو القرآن الكريم، فقد ذكرت كلمة الفاحشة ثلاث عشرة مرة، كما ذكرت كلمة "الفواحش" أربع مرات، ومعنى "الفحشاء" هو كل ما استفحش ذكره وقبح سمعه. والفواحش جمع الفاحشة والفاحش، وذكر الإمام الطبري في تفسيره لقوله تعالى: "وَالَّذِيْنَ إِذَا فَعَلُوْا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوْا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوْا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوْا لِذُنُوْبِهِم وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوْبَ إِلاَّ اللهُ…" سورة آل عمران: 135. قال: ومعنى الفاحشة الفعلة القبيحة الخارجة عمَّا أذن الله عز وجل فيه، وأصل الفحش القبح والخروج عن الحد والمقدار في كل شيء، وقيل الفاحشة في هذا الموضع مُعْنًى بها الزنا، ويقول الإمام القرطبي في تفسيره "الفاحشة": تطلق على كل معصية وقد كثر اختصاصها بالزنا.
* خطورة انتشار هذه الظاهرة: لا شك أن انتشار الفاحشة في كل المجتمعات رهين بأن يحطم ذلك المجتمع بكل ركائزه وأصوله، ونعلم من التاريخ أن ما من حضارة قامت ثم تحطمت إلا وكان انتشار الفاحشة سبباً رئيسيًّا في زوالها، والأمم الشريفة لم تَزُلْ إلا عندما انتشرت الفاحشة والإباحية فيها بكل أنواعها؛ لذا نجد الإسلام قد وضع ضوابط وقنن القوانين، وعبَّد الطريق لهذه الغريزة؛ حتى تأخذ الطريق القويم لإشباعها.

الحب الإلهي

إن أعظم صلاح الفرد أن يصرف قوى حبِّه كلها لله تعالى وحده، بحيث يحب الله بكل جوارحه وروحه، ويعمل على طاعته، وكسب رضاه؛ فحب الله والشوق إلى لقائه رأس مال العبد وملاك أمره، وقوام حياته، وأصل سعادته، وقرة عينه؛ ولذلك خُلق وبه أُمِر، وبذلك أرسلت الرسل وأنزلت الكتب وحياتنا سريعة، فيها الكثير من الأفراح والأتراح - الفقر والغنى، الصحة والمرض، وما هذه الحياة إلا متاع ووسيلة للآخرة حيث الخلود والبقاء؛ فأولى بنا أن تكون أعمالنا متوجهة لله تعالى وطلب رضاه ومحبته، ونستشعر قوله سبحانه في الحديث القدسي فيما يرويه نبينا (صلى الله عليه وسلم): إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه. فهل هناك أعظم من محبة الخالق سبحانه وتعالى؟
" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ وَاللهُ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ

hayat zawjiya sa3ida ==نصائح للمتزوجين حديثا

هناك عدة نصائح مهمة ينصح بها المتزوجين حديثاً :

اليك سيدي ..

1- لا تستطيع أن تحكم على زواجك بأنه فاشل مالم يتوافق احتياجاتك الجنسية مع الطرف الآخر في شهر العسل وحتىفي السنة الأولى من الزواج.
2- للحصول على الحب من الطرف الآخر يجب أن تبادر أنت أيضاً بمنح الحب قبل شريكك فعلى قدر سخاء العطاء من جانبك سيكون مقابله العطاء من الجانب الآخر (( وهو ليس مقايضة ولكنها عدم انانية )).
3- لا تجعل من حياتك الزوجية مع الطرف الآخر فرضاً أو واجباً أو عبثاً ، ولكن أجعل الأمر صداقة متجددة وحباً أبدياً .
4- أحضر اليها زهرة حمراء (( ولاحظ انها زهرة أكثر شاعرية ورومانسية من غيرها من الأزهار )) هي فعلاً هدية رمزية وليست باهظة الثمن ولكنها ستقع في قلب الزوجة موقع جميل ..
5- اصحبها في نزهات فهي ستعني الكثير لكما .
6- تحدث عن أمانيك و أحلامك ودعها هي أيضاً تحدثك عن أحلامها وشاركها أفكارها ومشاعرها .
7- حدثها دائماً عن مقدار سرورك وسعادتك بدخولها الى عالمك ..
8- قبلها بحرارة وقبل مغادرتك المنزل واحتويها بين احضانك للحظات حتى تشعرا بحرارة الاحضان (( ولكن احذر الروتين الممل أي كل فترة وأخرى ))
9- ابدي اعجابك بطهيها حتى لو لم يكن كذلك فذلك سيحفزها للأفضل ..

اليك سيدتي ..

1- اهتمي بمظهرك دائماً حتى لو لم تضعي المكياج فيكفي اعتنائك بملبسك وبمظهرك فهي ستعطي لمسات ساحرة في قلب زوجك .
2- دلليه فالرجل مهما بلغ من العمر والمنصب فهو بحاجة لدلال خاص من زوجته فهي مثل الطاقة التي يستمدها بين كل فترة وأخرى .
3- شاركيه مشاكله واتعابه الخارجية حتى يزيح عن كاهله الكثير .
4- أمدحيه في اسلوبه أو أناقته حتى يشعر بسعادة مما سيزيد من حبك في قلبه .
5- احرصي على مفاجأته بهديه في يوم ميلاده أو يوم زواجكم أو أي مناسبة فهذا سيقرب مابينكم .
6- داعبيه قليلاً قبل النوم وقبليه بلهفة وشوق .
7- ابتكري طريقة مختلفة عند الجماع وحتى يكون في شوق دائم لك .
8- اهدي له بطاقة تذكارية متضمنة بعض العبارات الجميلة .
9- فاجئيه باتصال لك اثناء عمله وبثيه شوقك وتلهفك لرؤيته ..
ختاماً آمل أن تنال على أعجابكم

فهي مجربة ومضمونة
(( و اسأل مجرب ولا تسأل طبيب )) .

mercredi 13 juillet 2011

كيف يتجنب حديثو الزواج عصبية السنة الأولى

صعوبة البدايات والاختلاف الطبيعى بين الأفراد يزيد من حالة التوتر والعصبية التى غالبًا ما تحدث بين حديثى الزواج خاصة فى العام الأول منه.

يقول إسلام عمر، خبير التنمية البشرية ومدرب الحياة، كثيرا ما تشهد بدايات الزواج نوعًا من العصبية والتوتر، وهذا يرجع إلى عدم معرفة ودراسة شخصية الطرف الآخر جيدًا، ولعدم تطور المشكلة وتشعبها ننصح بتجنب المناقشة أثناء المشكلة حتى يهدأ الطرفان وعلى الزوجين التعرف على ظروف وطبيعة الحياة التى عاش فيها كل منهما قبل الزواج، ومحاولة الاقتراب من الطرف الآخر ومعرفة ما يحب وما يكره فالمطلوب من الزوجة الهدوء والزوج الاحتواء.

ويشير إلى أن الموضوع يحتاج تقبل الطرفين بعضهم البعض لأن المسئولية مشتركة بينهم، وعادة المشاكل تزداد وتتضاعف بين الطرفين نتيجة ضعف قنوات الاتصال بينهم وغياب لغة الحوار والتفاهم، فهذا يخلق المشاكل الصغيرة، التى ينتج عنها ضعف فى الرصيد البنكى العاطفى، مما ينتج عنه مشاكل كبيرة ومعقدة تمتد على مدى سنوات الزواج.

العلاقة الزوجية بحاجة للتجديد لكي تستمر

 

العلاقة الزوجية بحاجة للتجديد لكي تستمر: في أي نوع من أنواع العلاقات توجد متطلبات لنجاحها ويأتي على رأسها التجديد ثم التفاهم والاحترام المتبادل. هذا ينطبق على العلاقات الأسرية والمهنية والصداقات وغيرها من العلاقات الانسانية، الا أن التجديد وحده يعتبر العامل الحاسم في منع دخول الملل الى هذه العلاقات، وبشكل خاص العلاقات الزوجية. فقد ثبت بأن العلاقات التقليدية الرتيبة بين الأزواج هي من الأسباب الهامة للطلاق ويعتبر التجديد بمثابة الترسانة التي تمنع الملل والرتابة من التسلل الى العلاقة الزوجية.

المرونة في الرأي: قالت مجلة "ميا فيدا" البرازيلية التي تعنى بالشؤون العائلية والاجتماعية ان المرونة في الرأي تعتبر تجديدا في العلاقة الزوجية لأنها نادرة بين الكثير والكثير من الأزواج. فاذا كانت المرونة غائبة فسيغلب على العلاقة الزوجية طابع العند والتصلب في الرأي الذي يعطي لونا قاتما للحياة يجعلها مملة لطرفي العلاقة.

وأضافت المجلة بأن المرونة في الرأي تعني أيضا احتراما للرأي الآخر. فأول مايلتقي رجل وامرأة وتنشأ علاقة حب بينهما تنتهي بالزواج يشرح كل للآخر أفكاره وتجاربه في الحياة فتظهر أوجه تشابه بين الاثنين ومايلبث أن تظهر أوجه اختلاف. ومن هنا يعي الطرفان بأن لكل آراءه عن قيمة من قيم الحياة. ويحدث ذلك بالفعل قبل الزواج لحرص كل من الرجل والمرأة على تحقيق الزواج. ولكن ماأن يتم الزواج يبدأ طرف بالتكشير عن أنيابه عندما يتفوه أحد بشيء لايعجب الآخر. ومن هنا تأخذ العلاقة بين الزوج والزوجة منحى خطيرا باتجاه الملل والرتابة.

وأوضحت المجلة بأن اظهار الزوج أو الزوجة مرونة في الرأي يعطي تجديدا للعلاقة يبعد عنها شبح التصادم والملل.
ضرورة تكيف الزوجين مع أطباع بعضهما البعض: أكدت المجلة بأن غياب تكيف الزوجين مع أطباع بعضهما البعض يحدث نوعا من التباعد بين الاثنين يؤدي أيضا الى دخول الملل والحياة الرتيبة. فلا مشاركة في القيام بالأشياء معا ولا الاتفاق على شيء، ومع استمرار ذلك فان الأجواء تتوتر اكثر فأكثر الى أن تصل الى حد عدم تحمل أحد الزوجين لطبع ما في الآخر. وقالت المجلة ان القدرة على التكيف مع الجديد والمختلف يعتبر موهبة لايمتلكها كل الناس.

وأضافت المجلة انه اذا تعذر التكيف التام مع طبع من الأطباع فهناك حاجة على الأقل للتعود على أطباع الآخر ببذل جهد ليس بالثقيل. وهنا أشارت المجلة ايضا الى أنه من الغريب جدا أن لايتمكن الزوجان من التكيف مع أطباع بعضهما البعض لأن التجربة الحياتية أثبتت بأن الأطباع المختلفة متجاذبة، فهناك حب ينشأ بين رجل وامرأة لأنهما مختلفين في كل شيء أو أن ماينقص أحد الطرفين يمكن أن يتواجد في الطرف الآخر. ولكن مع الأسف هذا ينطبق فقط على مرحلة ماقبل الزواج.

ضرورة اعادة الترتيب: قالت المجلة ان هناك حاجة ماسة لاعادة ترتيب الأوراق بين الزوجين اذا أحسا بأن الملل قد بدأ يتسلل الى العلاقة بينهما، فلابد من أن يتخذ احدهما المبادرة لكي لاتسوء الأوضاع وتصل الى حد عدم امكانية التعامل معها. وأضافت بأن اتخاذ المبادرة لايعني ولابحال من الأحول تنازلا اجباريا عن شيء وانما خطوة ايجابية لحل وضع من الأوضاع التي فيها خلل ما.

 وأضافت المجلة في مقالها المقتضب بأن هناك حاجة دائمة للتجديد لكي تدوم العلاقة الزوجية. ويمكن أن يتمثل التجديد في أشياء صغيرة وبسيطة مثل تغير عادة لارضاء الآخر واتخاذ المبادرة لاحداث تغيير ضروري لعدم السماح بانهيار العلاقة الزوجية. وأوضحت أيضا بأن أشياء صغيرة رتيبة ومملة قد تودي بعلاقة كاملة وتفسدها.

بعض قواعد الحوار بين المتزوجين

إخفاء الصورة
الكل منا يتكلم و يتحاور مع زوجه أو زوجته ولكن هل كل الكلام الذى نتكلم به صحيح ويوصل بشكل سليم ما نريد أن نتناقش بخصوصه، الأبحاث الحديثة أثبتت أن معظم المشاكل الزوجية تحدث إما لعدم وجود الحوار أو لخلل فى الحوار بين المتزوجين.

لذا هنا نحاول أن نستعرض بعض القواعد الهامة عندما نتحاورمع الطرف الآخر لتوصيل معلومة معينة

أولا قبل أن تتكلم لابد أن تعود نفسك أن تكون مستمعا منصتا للطرف الآخر أو أن يكون الاستماع ممتلئا بالإيجابية فى المشاعر لما يحاول الطرف الآخر إيصاله لك.

ثانيا: حاول دائما أن تتكلم بصيغ "أنا" ولا تكثير من استخدام كلمة "أنت". فإذا لم يعجبك سلوك أو تصرف معين من الطرف الآخر فعليك أن تقول له مثلا أنا أحب أن أراك تفعل كذا وكذا وأنا أشعر بالارتياح من تصرفاتك عندما تتصف بكذا وكذا أفضل بكثير من قولك أنت تصرفك الفلانى سيئ وقبيح.

استخدم العديد من المؤثرات الصوتية لتوضيح إحساسك بالراحة أو بعدم الراحة فكثيرا ما تستطيع أن توصل المعلومة بطريقة أفضل باستخدام المؤثرات الصوتية عن الكلام.

يفضل دائما استخدام أسلوب الشرح بدلا من أسلوب إطلاق الأسماء المطلقة على المواقف، فمثلا يفضل أن تقول لما بتعلمى كذا وكذا أنا بشعر بكذا وكذا بدلا من قولك التصرف الفلانى غبى أو سيئ أو ......

الكلام فى الجنس: من المواضيع الخطيرة جدا أننا لا نتكلم بين بعضنا فى الجنس مطلقا أو غالبا، وقد يكون هذا الموضوع مصدرا لكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية، ولكن كيف يجب أن يكون الكلام فى الجنس بين الزوجين؟ أولا يجب أن تعلم وتدرك جيدا أن الجنس عملية مشاركة بين طرفين ولكل منهما مطالب واحتياجات وعليك أن تسمع وتفهم وتقدر احتياجات الطرف الآخر كما تتكلم عن نفسك واحتياجاتك. ففى مجتمعنا الشرقى قد نجد أن هناك كثيرا من الظلم لحق المرأة عن التعبير عن احتياجاتها فى هذا الجانب.

ثانيا: لا مانع أن تسأل عن معلومة تجهلها أو أن تسأل فيها الطرف الآخر أو طبيبا مختصا، فيجب أن تبحث بدون خجل عن كل ما يدور بداخلك من أشياء لا تفهمها أفضل من عمل أخطاء، و لكن أهم شىء فى ذلك أن يكون من تسأله على قدر كاف من العلم، ودائما حاول أن يكون أسلوبك إيجابيا فى توصيل المعلومة أو الطلب فإذا كرهت شيئا ما فممكن أن تقول أنا أرغب منك بأشياء أفضل مثل كذا وكذا. وعندما ترفض شيئا حاول أن تتعلم أن تقول "لا" بدون أى جرح أو هجوم على الآخر، وعندما تطلب شيئا اسأل عنه بدون نقد وبأسلوب رقيق وبقدر من الاستعطاف.

اعرف أن كثيرا منا قد يجد أن تلك القواعد صعبة وغير معتادة والبعض الآخر قد يجدها عادية سهلة جدا ولكن الغرض من المقال هو توضيح لمن لا يعلم وتذكير لمن يعلم ببعض القواعد البسيطة حتى نصل معا لفهم أفضل للطرف الآخر، مما يعود علينا بالسعادة و نتجنب الآلام والمشاكل.

لعلها نقطة ضوء فى بحر الظلمات والمذكور هى بعض القواعد وليست كلها ولكن البدء بالقليل يسهل الفهم ويقرب البعيد.

8 نصائح للحصول على زواج سعيد

معظم الأزواج فى بداية حياتهم لا يفكرون فى المشاكل التى سوف تحدث على المدى البعيد، فهم يحلمون بحياة هادئة بعيدة عن المشاكل التى من الممكن أن تعكر صفوهم.
ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فتحدث المشاكل كالعمل ساعات طويلة فى اليوم وتربية الأطفال وأدارة الشؤون المالية وغيرها.
فالخلافات هى أحدى الأجزاء الأساسية فى أى علاقة، وتتعرض لها جميع الزيجات حتى الصلبة منها.
 ولكن فيما يلى بعض النصائح للحصول على زواج صحى وسعيد...
1- الأنصات
فواحدة من أكبر الشكاوى التى نسمعها كثيرا بين الأزواج أن الطرف الآخر لا يستمع اليه، ولا يشاركه ظروفه ومشاكله، لذا فيجب عليك أن تستمعي الى شريكك وتشاركيه مشاعره وحياته، فهو يحتاج الى الشعور بالراحة عندما يتحدث أليك.
2- التحدث
تلك هى الطريقة المثلى لكى تخبري شريك عما تشعرين به ، فأذا كان لديك أى مشكلة أو شكوى يمكنك صوغها بطريقة بناءة والتحدث بها اليه، لابد من التحدث بما تشعرين به وذلك بدلا من ألقاء اللوم، لذا اختاري البداية الهادئة ولا تقولي " أنت لم...." ولكن ابدئي بـ " أنى أشعر....". فعليك أن تكوني هادئه وعادله فى نفس الوقت.
3- فى بعض الأحيان .. احتفظ به لنفسك
فى الزيجات الناجحة لا يتحدث الأزواج بكل ما يدور بداخلهم ويفكرون به، فهم يتجنبون الخلافات والتعليقات النقدية وخاصة المتعلقة بالمواضيع الحساسة، لذا فعليك أبقاء الصورة الكبيرة فى الأعتبار، والتفوه بما هو محبب ويسير.
4- قضاء الأوقات سويا
لا تدعين الروتين والضغوط الحياتية تعوق وقتكما الخاص، وحددي وقتا ثابتا للجلوس معا أما ليلة الجمعة أو السبت. فأذا كان لديكم أطفال فلتتركوها مع المربية الخاصة، واذ لم تتمكنا من ذلك فعليكما تخطيط وقت للأجتماع معا خلال اليوم. فأن ايجاد وقت للجلوس سويا يساعدكما فى البقاء على اتصال دائما.
5- البحث عن الحلول
عليك تحديد المشاكل جيدا ومن ثم البحث عن الحلول.فأذا كان شريك يحب مشاهدة أفلام العنف وأنت لا تفضلها، فأبحثا عن فيلم يمكن الأستمتاع به سويا.أو عمل اتفاق بأن يشاهد فلمه المفضل هذه المرة والمرة القادمة لك. ولتعلما أنهما ساعتان فقط من الحياة، لذا فتستحق أى شىء مهما كان.
6-انظري الى الجانب المشرق
حاولي بقدر الأمكان التحدث عما تحبينه فى شريك، وعن الأشياء المحببة فى علاقتكما. اجعل الجمل الأيجابية خمسة أضعاف السلبية فى حوارك مع شريكك، وركزي على الأشياء التى تهتمين بها وتحترميه فيها.
7- قومي بالأشياء اللطيفة
كأن تقوم الزوجة بترك رسالة حب فى شنطة أو عربة زوجها، أو عمل عشاء خاص بهما. أو أن تقوم بعمل المشروب الذى يفضله زوجها، وبشكل عام أبحثي عن كل الوسائل التى تجعله يعلم أنك تفكرين فيه.
8- أطلبا المساعدة فورا
فنصف الزيجات الفاشلة تنتهى فى السبع سنوات الأولى، فلا تجعلا المشاكل تتفاقم. فالزواج ليس سهل دائما والحياة ليست وردية فى كل الأحيان، لذا عند حدوث المشاكل فعليكما طلب المساعدة فورا ولتكن من أقرب الناس أليكما.


المصدر: http://algamal.net/Articles/Details.aspx?TID=8&ZID=47&AID=5237

أهم صفات توقع الرجل في حبك

يؤكد خبراء الطب النفسي أن قواعد التوافق بين الرجل والمرأة في لعبة الحب لم تتغير كثيرا منذ بدء الخليقة وحتى عصورنا الحديثة رغم مرور قرون عديدة من الزمان. فما يجذب الذكر للأنثى والأنثى للذكر من عوامل بيولوجية ونفسية لا تزال هي نفسها تقريبا ولم تتغير مع تغير العصور وطبيعة الحياة.
وفي الوقت الذي يواصل فيه العلماء محاولاتهم للتكهن بالأسباب الحقيقية الكامنة خلف سلوكيات وتصرفات البشر، اكتشفوا وجود عدد من الصفات التي لو تواجدت في الفتاة سيقع الرجل أيا من كان في حبها غالبا، وهي كالتالي:
الانفعال بإيجابية ولكن بدون مبالغة
- على عكس المتوقع وما يظنه الناس، يرى خبراء علم النفس أن الفتاة المنفعلة التي تعاتب الطرف الآخر بعصبية كلما أحست بالخوف عليه وعلى مصلحته وعلى استمرار العلاقة بينهما، أكثر جاذبية للرجل مقارنة بغيرها الهادئة التي تتصرف ببرود وكأنها لا يعنيها وجود هذا الرجل في حياتها من عدمه!
ولكن طبعا لا تبالغي في الانفعال ولا تدعي أي كلمات خاطئة أو جارحة تفلت من بين شفتيك، لأن كل سلاح له حدان، وقد ينتهي الأمر بأن تخسري من تحبين إذا زادت الجرعة عن المطلوب.
حب اللون الأحمر
من المعروف للجميع أن اللون الأحمر ينظر له باعتباره لون الحب والرومانسية والانسجام بين الجنسين، ويقول الخبراء إن لهذا المفهوم ارتباط وجذور بيولوجية صميمة كما أظهرت إحدى الدراسات مؤخرا، وبالتالي فإن الرجل ينجذب للفتاة التي تعشق اللون الأحمر كما يظهر في اختيارها لملابسها ومكياجها وإكسسواراتها، لكنه إذا وقع في حبها بالفعل، فإنه في الغالب سيرفض تماما أن ترتدي فتاته أي شيء لونه أحمر أمام الرجال الآخرين حتى تبدو جذابة في عينيه هو فقط.
تناسق المقاييس الجسدية
قد تجد بعض الرجال يفضلون المرأة النحيفة وآخرين يعشقون المرأة البدينة، لكن جميع الرجال سيتفقون على شيء واحد وهو الانجذاب للفتاة متناسقة الجسد،ملفوفة القوام، والتي لا تعاني من تضخم ملحوظ في إحدى المناطق على حساب الأخرى. لذلك احرصي دائما على رشاقتك وتناسق جسدك، وإن كنت تعانين من السمنة الموضعية في منطقة بعينها، حاولي اتباع حمية معينة أو ممارسة تمارين رياضية مخصصة لتنحيف هذا الجزء من الجسم.
تفهم الطرف الآخر وتقبله
ربما لأن الرجل يتصرف في كثير من الأحيان بغموض، وقد تتسم بعض تصرفاته وأفكاره باللامنطقية أحيانا، فقد أظهرت الدراسات أن الرجل ينجذب بشكل أكبر للفتاة التي تظهر قدرا أكبر من غيرها على الاستماع له باهتمام مهما بدا كلامه غريبا وتفهمه بقلبها قبل عقلها أو حتى تقبله وتحتويه بحنان في جميع الأحوال إن عجزت عن فهمه.
التضحية من أجل الطرف الآخر
توصل الباحثون إلى أن المرأة عندما تحب شخصا ما حبا حقيقيا، فإن مشاعر الحب والرومانسية التي تسيطر عليها تجعلها على استعداد للتضحية براحتها وسعادتها أو حتى حياتها في بعض الأحيان من أجل من تحب، وأن هذا الإحساس يصل إلى الرجل المعني، وهو ما يجعلها في نظره المرأة الأكثر جاذبية لأنها تقدره لأقصى درجة وحريصة على راحته وسعادته حتى لو كان على حسابها الشخصي.
تقدير الرجل
ينجذب الرجل تلقائيا إلى المرأة التي تقدره بالقول والفعل حتى لو كان إنسانا بسيطا، وتفخر دوما بأنه رجلها، ولا تكثر من لومه وتوبيخه إن أخطأ، ولا تفعل ذلك أبدا أمام الآخرين، ولا تبالغ في دلالها وتمنعها إذا جاء ليصالحها بعد خلاف ما، وتظهر رغبة حقيقية في التسامح والاستمرار لأنها متمسكة بوجوده في حياتها.

الحاجات العاطفية للرجل والمرأة التي عليها تتأسس علاقتهم

إن للرجل وللمرأة عدة حاجات عاطفية أساسية، تتحقق عادة من خلال الحب والعلاقة التي تربطهما ببعضهما، ومن هذه الحاجات:

1 ـ ثقتها به/ رعايته لها: أن يشعر الرجل بأن زوجته تثق به وبامكاناته، وتثق بقدرته على القيام بالأعمال المطلوبة منه. وهو يريد أن يشعر بهذا من خلال العمل والمواقف وليس فقط من خلال الكلام. وتتجلى هذه الثقة أيضاً من خلال اعتقاد المرأة بأن زوجها يبذل جهده مخلصاص في سبيل راحتها وسعادتها.
بينما تحتاج المرأة أن تشعر بأن زوجها يقوم برعايتها من خلال اظهار الاهتمام بمشاعرها وأحاسيسها. وهي تحتاج أن تشعر حقيقة أن لها مكانة خاصة عند زوجها.

2 ـ قبولها له/ تفهمه لها: أن يشعر الرجل بأن زوجته تتقبله كما هو، ومن دون أن تحاول تغييره أو تغيير صفاته. وهذا لا يعني طبعاً أن تعتقد المرأة أن زوجها خالٍ من العيوب، وإنما يشير الى أنها تترك له أمر تحسين نفسه إذا احتاج الأمر.
بينما تحتاج المرأة أن تشعر بأن زوجها يستمع إليها ويفهمها ويفهم عنها، وذلك برؤيته يصغي إليها وإلى مشاعرها وعواطفها، من غير أن يصدر أحكامه عليها بالانتقاد أو العتاب.

3 ـ تقديرها له/ احترامه لها: وذلك بأن يشعر الرجل بأن زوجته تقدّر ما يبذله من أجلها، وأنها تلاحظ ما يقدمه لإسعادها، فتخبره كم هي مرتاحة لما يحقق لها، فعندها يشعر بتقديرها له. ويدرك عندها أن جهوده لا تذهب سدىً، ولذلك فإنه يتحمس ويسعى لتقديم المزيد.
بينما تحتاج المرأة أن تدرك أن زوجها يعطي أهمية أولى لمشاعرها وحاجاتها ورغباتها وأمانيها، فعندها تشعر باحترامه لها. ويحقق الرجل هذا من خلال اظهار اهتمامه الحقيقي باه، ومن خلال تذكر المناسبات الخاصة التي تتعلق بها، كذكرى زواجهما، ومن خلال القيام بالأعمال المادية التي تظهر اهتمامه بها كالهدية أو باقة الورد.

4 ـ إعجابها به/ تفانيه لها: يحتاج الرجل إلى الشعور بأن زوجته معجبة به، وذلك من خلال إظهار سعادتها وبهجتها به، ورضاها عنه، أو من خلال إظهار إعجابها بصفاته المختلفة من مهارات ودعابة وتصميم ولطف وتفهم وكرم وشجاعة. وعندما يشعر الرجل بإعجاب زوجته به، فإن هذا يدفعه للتفاني أكثر في خدمتها ورعايتها.

5 ـ استحسانها له/ إقرار لها: من الحاجات العاطفية للرجل أن يشعر أن مواقف زوجته تنم عن استحسانها لما يقوم به من أعمال، وأنه فارس أحلامها، ويمكن للمرأة أن تلبي هذه الحاجة من خلال إبداء رضاها عما يفعله، أو من خلال البحث عن دوافع جيدة حسنة لهذه الأعمال.

6 ـ تشجيعها له/ تطمينه لها: إن من شأن تشجيع المراة لزوجها أن يعطيه الدافع القوي للبذل والعطاء أكثر، فهو يحتاج لمثل هذا التشجيع من أجل الاستمرار. وتحقق المرأة هذا من خلال استمرار تعبيرها عن ثقتها به وبصفاته وبأعماله.

الحياة الزوجية والملل الجنسي

يعتبر الملل الجنسي في الحياة الزوجية ظاهرة مألوفة ومعروفة منذ القدم ..وقد ابتكرت الشعوب والمجتمعات وسائل عديدة لتحسين الشهية والمتعة الجنسية بما يتناسب مع أحوالها الخاصة وبما يضمن استقرار الحياة الزوجية واستمرارها . ومن المعروف أن الأساليب والمشهيات الجنسية يمكن أن يكون لها مفعول إيجابي في كثير من الحالات ..مثل الثياب الخاصة والعطور والأجواء والوضعيات الخاصة .. وأيضاً الأثاث الجديد لغرفة النوم واستعمال الورود والإضاءة والمرايا ، إضافة إلى أساليب التدليك والمسّاج والرقص واستعمال الأعشاب والأطعمة والأدوية وغير ذلك ..مما هو شائع ومتنوع ومعروف .ويمكن أن ينشأ الملل الجنسي عن تغيرات في الجسم وعن أمراض جسمية متنوعة بعضها عارض ومؤقت وبعضها مزمن ..وتلعب الأساليب الصحية والتجميلية بمختلف أشكالها ووسائلها مثل الحمية والرياضة واستعمال العلاجات الدوائية والجراحية دوراً مفيداً في عدد من الحالات . ومن الناحية النفسية لا بد من التأكيد على أن الملل الجنسي يعكس في كثير من أسبابه عوامل نفسية داخلية.. حيث تؤدي مشاعر الإحباط المتكررة والانزعاج والتوتر والمخاوف والقلق إلى تكوين ردود مزاجية وسلوكية سلبية تتسم بالشكوى والملل وعدم الرضا عن الطرف الآخر ..واضطراب الوظيفة الجنسية نفسها بمظاهرها الجسمية والفيزيولوجية مثل عدم الرغبة الجنسية أو ضعفها إضافة إلى صعوبات الانتصاب والإثارة الجنسية يمكن أن تعكس اضطراباً في العلاقة الزوجية الإنسانية ، واضطراباً في التفاهم والحوار وحل المشكلات الحياتية اليومية . وتعكس هذه الحقيقة ضرورة النظر إلى ما خلف الأعراض والشكاوى ..أي إلى العلاقة نفسها بين الرجل والمرأة وصعوباتها ومشكلاتها ..وبالتالي توجيه النظر نحو حلها وتعديلها أو السير في الطريق الصحيح المؤدي لتخفيف الصراع والتوتر وتعديل أساليب التفاهم وتحقيق الذات الإيجابي ضمن العلاقة الزوجية ..ويمكن للحوار والتعبير عن الانفعالات وعن الغضب والإحباط أن يلعب دوراً إيجابياً في التنفيس عن المشاعر السلبية المتراكمة والحبيسة ومن ثم تعديلها وتفهمها وتبديلها . ومن الناحية العملية يمكن أن يهرب بعض الأزواج تخفيفاً عن الملل الزوجي ( أو المشكلات الزوجية والجنسية ) إلى أساليب شاذة متعددة كالإدمانات المتنوعة أو إقامة العلاقات الخاطئة أو الاهتمام بالعمل بشكل مبالغ فيه ..وبعضهم يبحث عن زوجة ثانية أو أكثر ..وبعضهم يصبر ويتحمل أوضاعه ..وأما الزوجات فبعضهن يصبرن ويدارين الأمور ..وبعضهن يلجأن إلى التعويض عن الإحباطات والمشاعر السلبية بشراء الأشياء والحاجيات أو بالاهتمام بالأطفال أو العمل أو الانحراف بمختلف أشكاله ودرجاته . ولا بد من التأكيد على وجود مخارج إيجابية للرجل والمرأة .. وأولها تعديل المشكلات والسير في طريق إغتناء العلاقة وغناها من النواحي الروحية والعاطفية والجسمية .. وقد يصعب ذلك أو يتعثر ولابد من المحاولة مراراً ، وعندما تستحيل الحياة المشتركة وتتفاقم المشكلات لا بد من البحث عن الحلول الأقل ضرراً بما يتناسب مع الظروف الخاصة لكل أسرة ، كالتعدد أو الانفصال أو الطلاق أو غير ذلك . وأخيراً .. فالملل الجنسي ربما كان موضوعاً مبالغاً فيه من الناحية الجسمية والفيزيولوجية ..فالزوج والزوجة يمكن أن يعيشا حياة طويلة مديدة وطبيعية من الناحية الجنسية يشتهي أحدهما الآخر..والاشتهاء الجنسي بالمعنى العضوي الكيميائي تحكمه أمور متنوعة ويلعب الخيال الشخصي دوراً ً في ذلك ، ويختلف الأفراد في تكوينهم وحساسيتهم وردود أفعالهم الجسمية وفي مخيلتهم أيضاً، وتنمية الخيال وتنويعه وما يصاحب ذلك من أحاسيس يمكن أن يكون مفيداً وإيجابياً مادام ضمن الحدود الطبيعية بعيداً عن السلوك الجنسي المضطرب أو الشاذ . والحياة الجنسية يمكن أن تتجدد وتزدهر ولا بأس بفترات من الملل المؤقت والعابر ، وعندما يطول لا بد من بحث المشكلة فيما خلفها ..وبالتفصيل